يُعرف عن الشعب الجزائري حبّه لفعل الخير ومبادرته دوما لمد يد العون والمساعدة في الظروف الصعبة والاستثنائية كالكوارث الطبيعية من فيضانات وزلازل، أو الانفجارات وحوادث المرور والغرق، لكن هذه المساعدات والهبات الإنسانية قد تكون نتائجُها أحياناً عكس ما يتوقعه المساعد وذلك لقلة الخبرة التي يتمتع بها عامة الشعب في مجال الإسعافات الأولية، لذا عزمت الحماية المدنية إطلاق حملة لتكوين مواطنين ومنحهم خبرة في مجال الإسعاف. تحرص مصالح الحماية المدنية الساعية دوما على التفوّق في مجال الإسعاف الطبي وتقديم خدماتها للمواطنين لإنقاذ حياتهم، فبالإضافة للإمكانيات والتجهيزات الطبية المسخرة في حالات الطوارئ والكوارث العظمى كالمستشفيات المتنقلة، سيارات الإسعاف الجاهزة والمزوّدة بأحدث الأجهزة الخاصة بالتشخيص الأولي قبل الوصول إلى المستشفى، أطلقت مصالحها حملة "مسعف لكل عائلة" وذلك بغرض توجيه المواطنين وتكوينهم في حال مواجهة أي كارثة طبيعية وبالأخص الزلازل لسبل التعامل مع الأشخاص والضحايا الذين هم بحاجة للمساعدة، حيث أوضح الملازم الأول "سايح بلقاسم" على هامش معرض المستشفى للعتاد الطبي: أن الدورة التكوينية ستكون لمدة 21 يوما، وستكون أبوابها مفتوحة لمختلف فئات المجتمع الجزائري والذين تتجاوز أعمارهم 19 سنة، فما عليهم سوى الاقتراب من مقر المديريات المتواجدة عبر كامل التراب الوطني لإيداع ملفاتهم، حيث ستخصص ساعات الدراسة والتكوين بعد انتهاء الدوام الرسمي ابتداءً من 16 مساءً، وبعد انتهاء الدورة بإمكان المتخرّجين الحصول على شهادة مسعف. وأكد الملازم سايح أن هذه المبادرة والتي تمّ إطلاقها في عام 2010 وهي متواصلة إلى يومنا هذا، لاقت قبولا وإقبالا كبيرا من الجنسين فقد تم تكوين أزيد من 52494 مسعف، منهم 43914 رجال و8560 نساء في مجال الإسعافات الأولية، ويتمّ مراعاة سيرتهم الذاتية وتكوينهم العلمي في خلال تلقي التكوين. واستطرد محدثنا قائلا: مرحلة التوعية ضرورية ويجب أن يتحلى بها عامة الشعب في المواقف الضرورية حتى يصبح في وسعهم التدخل في الحالات الطارئة دون أن يشكلوا خطرا على المريض، فيمدوه بالإسعافات الأولية الضرورية الكفيلة بإنقاذه لحين وصول رجال الحماية المدنية.