من المنتظر أن تنطلق الشهر الجاري الدورة التدريبية الأولى لعام 2014 حول تكوين المسعفين ضمن برنامج الحماية المدنية للوصول إلى تكوين مسعف في كل عائلة، حتى يتمكن من تقديم الإسعافات الأولية والقيام بالسلوكات الجيدة التي تنقذ الأرواح في حالة وقوع حادث ما. ما تزال التوعية والتحسيس بمخاطر التسممات بأحادي غاز الكربون وحوادث المرور تشكل محورا أساسيا ضمن برنامج الحماية المدنية التي جنّدت وسائلها اللوجيستية للتقرب من المواطنين أينما كانوا، من خلال تنظيم أبواب مفتوحة أو قوافل تجوب عدة ولايات، على غرار القافلة التي انتظمت أول أمس بساحة البريد المركزي، وحملت هدف الوقاية من مختلف الحوادث. وحسب المكلف بالإعلام على مستوى مديرية الحماية المدنية، الملازم الأول سفيان بختي، فإن هذه القافلة ستجوب مختلف ولايات الوطن، وتأتي بالتوازي مع تنظيم عدة تظاهرات توعوية بكل ولاية، من تنظيم المديريات الولائية للحماية المدنية. وكشف محدث ”المساء” أن الهدف المتوخى من قافلة الوقاية والتحسيس هذه، هو توعية المواطنين على الالتزام بالقواعد الأمنية الضرورية وغرس ثقافة وقائية للتقليل من المخاطر الناجمة عن الحوادث المنزلية، لاسيما التسمم بأحادي أكسيد الكربون لوضع حد لأثارها، مذكرا أنه تم خلال سنة 2013 تسجيل 110 حالات وفاة بسبب التسمم بالغاز، ”أغلب تلك الحوادث كانت بسبب سوء التهوية أو انعدامها كلية، إلى جانب استعمال معدات تدفئة غير مطابقة للمعايير الأمنية اللازمة”. واختارت مصالح الحماية المدنية سياسة الأبواب المفتوحة أو القوافل التحسيسية لضمان جذب أكبر عدد ممكن من المواطنين أينما كانوا، لأن التذكير بشروط الأمان يساهم بشكل كبير في غرس الثقافة الوقائية المرجوة، ”لاحظنا أن التجاوب خلال الأبواب المفتوحة يكون كبيرا، خاصة أننا نعمد إلى جلب العتاد المستعمل في التدخلات لتقريب الصورة من المواطن وتوضيح الطرق الآمنة في تحقيق الإسعافات”، يقول المتحدث. حقيقة، جذبت ورشة الإسعافات الأولية بالقافلة العديد من المواطنين الذين تداولوا على طرح الأسئلة على أعوان الحماية المدنية الذين لم يدخروا جهدا في الإجابة، من خلال توضيح الحركات الصحيحة لإسعاف الضحايا، خاصة في حوادث المرور، حيث تكون الدقائق الأولى مفصلية في إنقاذ الأرواح. في هذا السياق، يؤكد الملازم الأول سفيان بختي أنه منذ عام 2010 إلى نهاية سنة 2013 تم تكوين 1483 مسعفا في ولاية الجزائر وحدها، هؤلاء يمثلون مختلف فئات المجتمع ممن انضموا إلى الدورات التكوينية التي تقوم بها مصالح الحماية المدنية ب 4 مراكز للتكوين بكل من الحراش، بئر توتة، بولوغين والشراقة بمعدل دورة في كل ثلاثي، في انتظار أن تنطلق الدورة الأولى لعام 2014 الشهر المقبل. وذكر المتحدث أن هذه الدورات تهدف إلى نشر الثقافة الوقائية من كل الحوادث، تنمية الوعي بالمخاطر وقابلية إنقاذ الناس بسرعة وبحركات آمنة وصحيحة. وتندرج هذه الدورات التكوينية ضمن برنامج الحماية المدنية لبلوغ مسعف لكل عائلة، ”لأن الإسعاف يعني إنقاذ الأرواح من مخاطر الاختناق أو الحروق أو التكهرب أو حوادث المرور وغيرها، تدوم كل دورة تكوينية 20 يوما، إلى جانب تنظيم امتحان في آخر الدورة وتقديم شهادة مسعف في الأخير، مع إمكانية إعادة الرسكلة بعد 3 سنوات عن انقضاء الدورة التدريبية”، يقول الملازم الأول سفيان بختي الذي أكد أن الحماية المدنية يمكنها أن تلجأ إلى هؤلاء المسعفين المكونين من قبل أعوانها في حالة وقوع الكوارث الكبرى.