كانت ولاية غرداية (600 كيلومتر جنوب العاصمة الجزائر)، بامتياز، حجر الزاوية في الانتخابات الرئاسية الأخيرة، ليس لأهمية وعائها الانتخابي، أو أهميتها الجيوسياسية، بل إن الولاية التي كانت منذ الاستقلال "رقما مهملا" في معادلة السلطة والمعارضة معا، ولطالما كانت "ابنا مطيعا" للنظام في مختلف المواعيد الانتخابية، قبل أن تجد نفسها هذه المرة من حيث تدري أو لا تدري في "فم المدفع" قبيل أشهر من موعد الرئاسيات، وعاش أهلها ولا يزالون أسوء "فتنة" أسقطت أرواحا ومصابين وخسائر في الممتلكات، واكتفلت السلطة بحلول ترقيعية، عكست عجزها أو تماطلها في إنهاء الأزمة في بقعة صغيرة من الجزائر! قبل أن يخرج علينا مدير حملة الرئيس المرشح حينها، قائلا: "بوتفليقة لديه الحل للأزمة لو فاز بعهدة رابعة"!.. في خرجة استفزازية، جعلت سلال يبدو وكأنه يساوم سكان غرادية بالتصويت لبوتفليقة مقابل حل للأزمة!! وكان له ما أراد!