نفى الباحث والصحفي الجزائري، فوزي سعد الله، أن يكون لقبط بن غبريط، الذي تحمله وزيرة التربية الجديدة، يهوديا. وكتب سعد الله على صفحته الخاصة في "فايسبوك" موضّحا: "لابد أن نعلم أن الاسم العائلي بن غبريط لا علاقة له باليهود نهائيا كما يعتقد البعض. بن غبريط أندلسيون فروا من محاكم التفتيش بعد سقوط غرناطة، آخر الممالك الإسلامية في إسبانيا، سنة 1492". وأفاد سعد الله أن بن غبريط أقاموا في تلمسان، وذكر أن أحد سليلي العائلة وهو قدور بن غبريط، أسّس مسجد باريس الكبير في العشرينيات، وهو أيضا أحد رجال سلطان المغرب سيدي محمد. وفي هذا السياق أفاد أن هناك من يقول إن بن غبريط فُرض من الإدارة الاستعمارية الفرنسية على ملك المغرب. وبنظر الثوار الجزائريين، يضيف سعد الله، فإن قدور بن غبريط متعاون مع الاستعمار الفرنسي (خائن). ونشر سعد الله صورا يظهر فيها قدور بن غبريط إلى جانب سلطان المغرب مولاي حفيظ كُتب تحت إحداها "السلطان مولاي عبد الحفيظ وترجمانه بن غبريط". أما عن الاسم العائلي رمعون، وهو الاسم الثاني الذي تحمله وزيرة التربية الجديدة نورية بن غبريط رمعون، فقال سعد الله إن رمعون موريسكيون فروا من إسبانيا بعد سقوط غرناطة مثلهم مثل بن غبريط، أقاموا في ندرومة بتلمسان في بدايات القرن 17 بعد حملة الإجلاء الكبرى التي شنها ملك إسبانيا فيليب الثالث على آلاف الأندلسيين، ثم تفرق بعض من عائلة رمعون على عدد من المدن الجزائرية. ويضيف سعد الله أن هناك معلومات تفيد بأن اسم رمعون هو تعريب للاسم الإسباني "رامون" Ramon ، والذي فرضته السلطات الإسبانية على المسلمين الموريسكيين أثناء اضطهادها إياهم. وأفاد سعد الله "بالنسبة للذين يحسبون أن نهاية أي لقب بحرفي الواو والنون كما في رمعون، أؤكّد أنه تقليد أندلسي مشترَك بين أبناء كل الديانات أيام كان المسلمون في إسبانيا"، واستطرد "إنه موروث إسباني قديم وهناك من يقول إنه روماني، حيث كان يطلق لتفخيم أسماء العائلة، فمثلا يقول عن الغني richon وفيه معنى الكثرة أيضا، وعليه فهناك عديد الألقاب التي تنتهي بهذذين الحرفين ومنها خلدون، رحمون، سعدون، دحمون، عبدون، زيدون وغيرها". جدير بالذكر أن لقب وزير التربية الحالية "بن غبريط رمعون" أثار العديد من التساؤلات حول "أصوله اليهودية" بين الجزائريين، وخاصة على صفحات التواصل الاجتماعي، وما زاد من الشكوك هو انتحدار الوزيرة من تلمسان التي عرفت تواجدا يهوديا عبر التاريخ على غرار مناطق أخرى في الجزائر مثل قسنطينة في شرق البلاد.