اهتزت بلدية الحاسي دائرة عين جاسر ولاية باتنة، على وقع صدمة عنيفة سقطت على السكان ثوان بعد الانتهاء من صلاة الجمعة، عندما وصل خبر العثور على جثة الطفل "مراح جلال"، 13 سنة، مرمية في جبل بوحداف الواقع على بعد 3 كلم عن منزل الضحية في منطقة تقع في الحدود مع ولاية سطيف. وكان الطفل جلال الذي يدرس في الصف الإكمالي، بإكمالية بوشارب يوسف، اختفى عن الأنظار نهار الإثنين 31 ديسمبر، ولم يظهر له أثر منذ خروجه لرعي أغنام العائلة رفقة أقرانه، النشاط الذي كان يقوم به خلال العطلة المدرسية. وقد أخطرت عائلته مصالح الدرك التي شرعت في البحث عنه منذ اختفائه أو اختطافه مثلما صرّح أحد أقاربه في اتصال مع الشروق، مؤكدا أن الطفل تمّ اختطافه من طرف وسطاء قاموا بنقله إلى جهة مجهولة لأشخاص آخرين قاموا بشنقه بواسطة حزام السروال الذي كان يرتديه، مستندا في ذلك إلى شهادات بعض رفاقه الأطفال الذين صرحوا بأن شخصين مجهولين تقدما نحوه واعتديا عليه بواسطة قارورة غاز مسيّل للدموع ثم قاما بخطفه عقب سقوطه أرضا متأثرا بالغازات المتسربة إلى عينيه وصدره. وفور تلقي الخبر، شرع السكان المتطوعون رفقة عناصر فرق الدرك بالحاسي وعين جاسر وأولاد سلام بباتنة وفرقة الطاية بولاية سطيف في عمليات بحث وتمشيط بالغابات والجبال المحيطة بالمنطقة استمرت خمسة أيام كاملة، ليُعثر عليه في الثانية زوال أمس الأول الجمعة، مشنوقا بواسطة حزام سرواله في غابة "أقرمول" بجبل بوحداف، وقد نقل إثرها إلى دائرة العلمة، ثم إلى سطيف بغرض إجراء عملية تشريح طبي للجثة لتحديد حيثيات القتل البشع الذي تعرّض له والذي يعدّ سابقة أولى على مستوى ولاية باتنة، في حين تبقى أسباب ودوافع هذه الجريمة مجهولة في انتظار نتائج التحقيق، وما زاد في صدمة الأهالي أن منفذي الجريمة لم يتصلوا بعائلة الطفل ولا بوالده الفقير الذي يعيل 9 أطفال، لتستبعد قضية طلب الفدية، في حين أكد ابن عم الضحية، السيد محمد مراح، رئيس بلدية الحاسي الأسبق بصفة رسمية، العثور على جثة الطفل وقربها حزام سرواله مربوطا في جذع شجرة، ما يصعب عملية التعرّف بدقة حول تفاصيل مقتل الطفل، مشيرا في محادثة مع الشروق أن الطفل الضحية واستنادا إلى شهادة زميله، صعد إلى ربوة فيما أكد طفلان آخران أنهما شاهدا شخصين متوسطي العمر يهاجمانه ببخاخة غاز قبيل تحويله إلى مفرغة عمومية بالمنطقة، واستبعد المير الأسبق والذي يتولى متابعة ملف القتيل أي أحكام مسبقة بخصوص تصفية حسابات بواسطة الطفل، تاركا الأمر إلى "نتائج التحقيق الأمني وعمليات البحث والتحري التي تقوم بها مصالح الدرك بالارتكاز على شهادات الأطفال الثلاثة في فك اللغز الذي خلّف صدمة على مستوى ولاية باتنة. طاهر حليسي