منعت المخابرات المصرية، أمس، وفد جمعية العلماء المسلمين المرفوق بمعدات طبية ومستلزمات وأدوية لفائدة الإخوة الفلسطينيين من دخول قطاع غزة، رغم أن أعضاء الوفد قد تلقوا تأشيرة من السفارة المصرية بالجزائر بعدما بيّنوا بوضوح تفاصيل السفرية. أكد رئيس وفد جمعية العلماء المسلمين، الشيخ الإمام يحيى صاري، في اتصال هاتفي مع "الشروق"، مساء أمس، أنهم تعرضوا لتضييق من قبل الأمن المصري، حيث إن انتظارهم دام من الساعة السابعة صباحا إلى غاية الرابعة مساء من نهار أمس، على مستوى معبر رفح ليسمح فقط بدخول الحاويات المعبأة بالتجهيزات الطبية والأدوية، فيما رفض دخول أعضاء الوفد لتركيب الأجهزة وإنزالها. وقال الشيخ صاري: "لا نزال عالقين في معبر رفح- الميناء البري- وحجتهم أن الأسماء غير موضوعة على القائمة التي يفترض أن تدخل قطاع غزة من المعبر". وأضاف أن السلطات الأمنية للمعبر أجابتهم بقولها: "لا توجد تأشيرة أمنية"، موضحا: "رغم أننا أخذنا تأشيرة من السفارة المصرية بالجزائر، منذ أكثر من 20 يوما، واستلمناها يوم الخميس الماضي، ودخلنا بها من المطار بعد انتظار دام حوالي 3 ساعات من التحقيقات مع الأمن القومي المصري، وسمحوا لنا بالدخول من المطار لكن علقنا في المعبر". من جهته، أفاد مسؤول العلاقات الخارجية بجمعية العلماء المسلمين الجزائريين، عبد الكريم رزقي، في اتصال معه، أن معنوياتهم محبطة لذات التصرف والوفد عالق منذ يومين في ظروف صعبة، وأن حاويات المساعدات وعددها خمسة من فئة 40 قدما دخلت بصعوبة بعد 12 ساعة من الانتظار، وبوساطة من مدير أمن مدخل العريش، معتبرا أن منع الوفد من الدخول يعوق عملية الإشراف على إجراءات توزيع الأجهزة وتركيبها في مستشفى الجزائر في خان يونس، الذي أسسته الجمعية في 2010 ليضم جميع التخصصات، علما أن الوفد دخل قبل أسبوعين. وكشف المتحدث عن مخاطر أحدقت بهم من المسافة الممتدة ما بين معبر العريش إلى معبر رفح، وخطورة كبيرة حيث انفجرت قنبلة، أول أمس، في الطريق، وقبل مرورهم بساعة حصل اشتباك أودى بجرح 4 جنود، ولم تثمر الاتصالات مع السفير والقنصل المصري، الذي أجابهم أن التأشيرة صودق عليها بعد موافقة الأمن المصري، غير أن مسؤول المخابرات في معبر رفح اعتبر التأشيرة مجرد وثيقة وقال: "يجب موافقة المخابرات الجزائرية". واستغرب الوفد كيف لقنصل مصر في الجزائر لا يمثل مصر، وتلقى الوفد تهديدات باستعمال القوة والعنف وجلب الشرطة... وفي اتصال مع السفير والقنصل أخطرهم بإجراء اتصالات مع وزارة الخارجية، علما أن اليوم، هو آخر أجل في التأشيرة.