- شريط "عشاق الحور" يكشف بالدليل والصورة هوية الانتحاريين الجدد علمت "الشروق اليومي" من مصادر أمنية، أنه يجري حاليا التحقيق في هوية الإرهابيين الشباب الذين ظهروا في شريط "عشاق الحور" الذي نشرته اللجنة الإعلامية لتنظيم ما يسمى "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي"، استنادا إلى صورهم التي تعد دليلا ماديا على أنهم ينشطون في صفوف تنظيم إرهابي. وباشر المحققون استدعاء عائلات بعضهم خاصة وأن هؤلاء لم يكونوا محل بحث من طرف مصالح مكافحة الإرهاب التي لم تكن تتوفر على معلومات حول التحاقهم بالعمل المسلح.وكانت عديد من عائلات الشباب "المفقودين"، قد أشارت في وقت سابق إلى أنهم (حراڤة) التحقوا بموجة المهاجرين السريين إلى أوربا أو التحقوا بالمقاومة العراقية ولا تملك عنهم أدنى معلومات، بينما تحفظت عائلات أخرى عن الإبلاغ عن الاختفاء الغامض لأبنائها للإفلات من ملاحقات مصالح الأمن.وظهر في شريط "عشاق الحور" شباب تم التركيز عليهم من بينهم ابن علي بن حاج والانتحاريين الذين نفذوا اعتداءات استهدفت ثكنتي دلس والأخضرية، وموكب العمال الأجانب بالأخضرية، إضافة إلى محمد وازة (أبو الوليد العاصمي)، الذي تم القضاء عليه قبل تنفيذه العملية الانتحارية التي كانت ستستهدف مقر مفرزة الحرس البلدي بواضية بولاية تيزي وزو، إضافة إلى شباب آخرين بدوا مكشوفي الوجه وهم يرتدون الزي العسكري ويحملون أسلحة رشاشة ويتدربون في الجبال ويرافقون الانتحاريين، وبدوا في انسجام، أحدهم كان يبدو في عمر نبيل بلقاسمي أصغر انتحاري الذي لا يتجاوز عمره 15 عاما يحمل نظارات خاصة بضعيفي البصر، وركزت كاميرا الشريط على هؤلاء المراهقين الذين تبين لاحقا أنهم ليسوا محل بحث من طرف مصالح الأمن وظهروا في لقطات عديدة.وقالت مصادرنا، إن المحققين تمكنوا من تحديد هوية 3 شبان ينحدرون من حي بوروبة "لامونتان" وحي باش جراح وهو ما أكده بعض شباب الأحياء الشعبية بالعاصمة الذين تابعوا الشريط على مواقع الانترنيت وتمكنوا من التعرف على بعض رفقائهم واكتشفوا لأول مرة أنهم في الجبال منذ أكثر من سنة، ولم ترد أسماؤهم ضمن قائمة المبحوث عنهم من طرف أجهزة الأمن أو المصنفين ضمن المرشحين لتنفيذ عمليات انتحارية، وحدد عددهم ب32 انتحاريا منهم 22 من العاصمة وأغلبهم من أحياء بوروبة، باش جراح، الحراش (كانت "الشروق" قد انفردت بنشر خريطة الانتحاريين في العاصمة). ويقول مراقبون تابعوا مضمون الشريط، أن قيادة تنظيم ما يسمى "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي"، تعمدت إظهار صور أتباعها لأول مرة في تقاليد الجماعات الإرهابية التي تتحفظ عن الكشف عن هوية نشطائها في طريقة ذكية لتوريطهم نهائيا وقطع الطريق أمام محاولة أي واحد منهم العدول عن الاستمرار في النشاط الإرهابي أو التراجع عن تنفيذ عملية انتحارية خاصة في ظل مساعي أولياء هؤلاء لإقناعهم بوقف نشاطهم والاستفادة من إجراءات المصالحة على خلفية أنهم لم يتورطوا بعد في جرائم يستثني ميثاق السلم المتورطين فيها من الاستفادة.وكان أغلب هؤلاء قد التحق بصفوف "القاعدة" تحت غطاء المقاومة العراقية، وبدا ذلك لافتا في الشريط الذي أظهر إرهابيين ملثمين وهم من "القدماء" كانوا رفقة عبد المالك درودكال (أبو مصعب عبد الودود)، الأمير الوطني للتنظيم الارهابي الذي كان واقفا أمام شجرة مرفوقا بمستشاره العسكري الذي ظهر ملثما، فيما بدا المدعو سفيان فصيلة، أمير المنطقة الثانية، الذي قضت عليه قوات الجيش في وقت لاحق، من الظهر، ولم يظهر وجهه، وحرص الشريط على إبراز المجندين الجدد بالزي العسكري مسلحين ويتدربون للتأكيد على أنهم نشطون، وتؤكد المعطيات المتوفرة أن أغلب هؤلاء ينتمون إلى كتيبة "الانتحاريين"، كما سعى إليها الشريط الذي كان يهدف أساسا إلى توريط الشباب، خاصة وأن المحققين سيصدرون لاحقا مذكرات بحث عنهم لانتمائهم إلى تنظيم إرهابي، وحاول من خلاله توجيه رسالة إلى أتباع "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي"، في المناطق الأخرى، لرفع معنوياتهم بالتأكيد على وجود تنظيم مهيكل ومعسكر تدريب، وأن "الأمور على ما يرام"، حيث ظهر "درودكال" ومساعديه وأتباعه بالتركيز على اللحظات الأخيرة للانتحاريين.