هل من عجائب الدنيا السبع، أن يلتقي "الدكتور" سعيد سعدي و"الشيخ" علي بلحاج؟ أوليس من الغرائب أن يلتقي "المعارض" عبد الرزاق مقري مع رئيس الحكومة الأسبق علي بن فليس؟.. هل هو "زواج مصلحة" أم "زواج مستحيل" بين جماعة "عليها نحيا ونموت من الفوق سُكنة ومن التحت حانوت" ومجموعة "نلعب وإلاّ نخسّر"! ظاهر اجتماع أو ندوة مازفران، مبادرة سياسية بين سياسيين، تجمعهم خيمة "المعارضة"، لكن هل يُمكن لهؤلاء وأولئك أن يُثبتوا لعامة الجزائريين أنهم التقوا من أجل "مصلحة الجزائر"؟ عندما "يتحالف" سعدي "العلماني" مع بلحاج "الإسلامي"، ويتكاتف بن فليس وحمروش وبن بيتور، جنبا إلى جنب مع مقري وڤمازي وجدي وبوخمخم، ففي أحسن الأحول وأسوئها أن في الأمر إن وأخواتها! ليس بدعة لو قال قائل، بأن السلطة تتحمل مسؤولية "تفاهم" مجموعات لم تتفاهم منذ ميلاد التعددية وقبلها، وهي المسؤولة أيضا عن تلاقي المتناقضات، لكن مثل هذا اللقاء الغريب والعجيب، قد ينقلب سحره على ساحره، فتجمع نفس السلطة غنائمه بالاستفادة من الصراعات! "حرب الزعامات" والحسابات الشخصية هي العدو الأول لتلك المجموعات السياسية المتناحرة التي لم تلتق حتى في الأحلام والكوابيس، فإذا اتفق الأرسيدي مع الفيس مثلا على "زعيم مشترك"، أو رضي على المثال مقري ب"التنازل" عن الزعامة لبن فليس، فهذا الاتفاق سيكون علامة من علامات قروب الساعة! تُرى: هل "تصالحت" كلّ تلك المتناقضات حتى تجتمع وتلتقي وتنشط بقيادييها ورموزها ندوة ل"الانتقال الديمقراطي"؟ وكيف تسمح السلطة للمعارضة أن تختطف لها "أبناءها" من أمثال بن فليس وحمروش، وكيف تتنازل لها عن حليف قديم من شاكلة سعيد سعدي الذي "منع" عباسي مدني من الوصول إلى السلطة بداية التسعينيات في مناظرة تلفزية شهيرة؟ بالمقابل، لماذا التحق أمثال حمروش وبن فليس وبن بيتور بصفّ المعارضة المشكلة من "خصوم الأمس"؟ وكيف بالمعارضة "ترضى" بعضوية ونضال "أعداء" قدماء؟ وما هو سرّ التئام علي بن حاج مع مولود حمروش، وهو من كان يردّد بداية التسعينيات خلال عصيان الفيس المحل بالشوارع: "الشاذلي برّا.. حمروش برّا"؟ قد تكون هذه هي السياسة، فهي فنّ الممكن والكذب، لكن هل بإمكان هؤلاء وأولئك، أن يُقنعوا الرأي العام بهذه الحربائية والتلوّن والتقاء "أزواج" لا يخضعون للمثل القائل "ما يتزاوجو حتى يتشابهو"؟ التجارب تؤكد أن "زواج المصلحة" لن يدوم، وإذا دام فإنه سيبقى ملغما ومليئا بالمتاعب والمصائب.. وسينتهي إن آجلا أم عاجلا بالطلاق أو الخلع!