أكد وزير الدولة وزير الداخلية نور الدين يزيد زرهوني بأن مصالح الأمن كيفت استراتيجيتها الأمنية مع الأسلوب الإرهابي الجديد القائم على العمليات الإنتحارية التي أصبحت تعتمدها الجماعات الإرهابية في تنفيذ هجماتها. وقال زرهوني في ندوة صحفية عقدها خلال زيارة الرئيس بوتفليقة لولاية تمنراست بأن "الأسلوب الهجومي الجديد يتطلب من مصالح الأمن يقظة أكثر، وتجنيدا يوميا، لأن الجماعات الإرهابية تتعمد ترك الأوضاع تهدأ لمدة أسبوعين أو ثلاث أو شهر لتباغت الجميع بهجمات أخرى على حين غفلة، وهو ما بات يستدعي من مصالح الأمن والمواطنين - حسب زرهوني - اليقظة والحذر بعين لا تنام حتى وإن كانت الأوضاع هادئة ومستقرة". وأضاف زرهوني "رغم الصعوبات التي تواجهها مصالح الأمن في مواجهة الأسلوب الجديد من الهجمات الإرهابية إلا أن النتائج المخفقة في مواجهة هذا النوع من الهجمات أكبر دليل على أن الأجهزة الأمنية تكيفت مع الوضعية الجديدة، بدليل أنها تحقق نتائج جديدة يوميا. وعن تقييمه لمدى قوة الجماعات الإرهابية قال وزير الداخلية بأن لجوءها إلى أسلوب العمليات الإنتحارية دليل على أنها ضعيفة ودليل على الصعوبات التي تواجهها هذه المجموعات في تنفيذ اعتداءاتها، وهو الأمر الذي دفعها إلى اللجوء لهذه الطرق التي يكون لها صدى إعلاميا أكبر، وتضمن سقوط أكبر عدد من الضحايا في هجمة واحدة دون الإضطرار إلى مواجهة مصالح الأمن. وحرص زرهوني على التأكيد بأن إمكانيات الجماعات الإرهابية تتقلص يوميا، وتتراجع في إشارة منه إلى أنها مهما صمدت فإنها لن تستطيع الصمود طويلا. وفي سياق متصل قال الوزير في رده على أسئلة الصحفيين التي تركزت كلها حول التصدي للعمليات الإنتحارية، إنه تم تعزيز الإجراءات الأمنية وتكثيفها في جميع المراكز الحساسة داخل وخارج المدن، وفي جميع النقاط التي يمكن أن تكون مستهدفة أو التي يمكن أن تفكر الجماعات الإرهابية في استهدافها. وعن تطوير الوسائل الأمنية التي تعتمد عليها مصالح الأمن قال الوزير بأن وزارة الداخلية تعمل على تزويد أسلاك الأمن بكل الإمكانيات التي تتناسب مع كل ظرف أمني ومع كل أسلوب هجومي، مضيفا بأن تطوير إمكانيات التدخل لدى مصالح الأمن يراعي المعطيات التي تتحصل عليها مصالح الإستعلامات حول الوضعية الأمنية الراهنة في كل ظرف ومكان. أما بخصوص العمليات الإنتحارية التي نفذتها الجماعات الإرهابية في مواقع مختلفة بالجزائر العاصمة، فلم يقدم الوزير معطيات حول النتائج التي توصل إليها التحقيق مكتفيا بالقول "مصالح الأمن حققت نتائج جيدة". مبعوثة الشروق اليومي إلى تمنراست: جميلة بلقاسم