تعيش أكثر من 60 ألف عائلة تقطن بسكنات قصديرية في مختلف مناطق العاصمة حالة من الغليان والتخوف بعد نشر بعض الصحف الوطنية والإذاعة خبر قرار تهديم السكنات الفوضوية وتعيين فرق أمنية خاصة أمام كل نقطة قصديرية، مما أثار تخوفا لدى السكان. ونشر الكثير من الإشاعات، ووقفت "الشروق اليومي" على معاناة مع القصدير تحولت إلى جحيم، وترقب لكل شخص غريب يقترب من الأمكنة، وعبر الكثير منهم عن استيائهم بنعتهم بالانتحاريين، ووصفهم بأوصاف دنيئة ''لسنا نحن من اخترنا السكن في القصدير..'' بهذه العبارة رد أغلب من استطعنا التكلم معهم، واصفين قرار الهدم الفجائي بمثابة الآلة الانتحارية، كونهم بنوا مثل هذه البيوت في ظروف خاصة نتيجة العشرية السوداء التي مرت بها البلاد، وعبر متصل ب "الشروق اليومي" في مكالمة هاتفية من السحالة ببني مسوس بالانتحار الجماعي رفقة عائلته داخل كوخه القصديري في حال هدمه دون منحه سكنا حتى لو تعلق الأمر بشاليهات. وتعاني أكثر من عشرات العائلات بالبيوت القصديرية ببني مسوس حالة يرثى لها، عبر فيها ''محمد .س'' 46 سنة أب لخمسة أطفال أن مثل هذا القرار سيدفع أكثر إلى التمرد، وأكد أن جميع هؤلاء استقروا بالمكان منذ أكثر من 13 سنة، ويتمدرس أبناؤهم بالمنطقة، فكيف يرحلون إلى مناطقهم التي جاءوا منها والتي تخلوا فيها عن كل شيء، فهذا يعني العودة لبناء أكواخ قصديرية في مواطنهم الأصلية، هذا وكان عدد كبير من قاطني الأكواخ القصديرية أشهروا وثائق امتلاكهم لبطاقات إقامة. يذكر أن السلطات الولائية قررت هدم أكثر من 40 ألف بيت قصديري عبر العاصمة دون وعد بمنح سكنات اجتماعية، وباشرت معظم البلديات بقيادة رؤسائها، تنفيذ قرار الهدم المباشرة وإحصاء النقاط الموجودة على خريطتها الجغرافية. هذا وتأتي بلديات السمار، جسر قسنطينة، بوزريعة، بني مسوس، برج الكيفان، القبة ومختلف مناطق العبور في ولاية العاصمة على رأس أكثر البلديات تضررا من السكنات القصديرية. وتجدر الإشارة إلى أن وزارة السكن قررت تخصيص 30 ألف وحدة سكنية على مستوى العاصمة فقط للمرحلين من الأحياء القصديرية. فضيلة مختاري