قتل أربعة جنود، مساء الجمعة، إثر انفجار لغم تحت سيارة تابعة للوحدة التشادية في القوات الدولية، على بعد 30 كيلومترا من مدينة تيسلت، التي تبعد 250 كيلومترا من كيدال شمال شرق مالي. وتصاعدت وتيرة الهجمات ضد قوات الأممالمتحدة لحفظ السلام في مالي (مينيسما)، مع اقتراب موعد جولة جديدة من المفاوضات بين الحركات الأزوادية والحكومة المالية. وكان معسكر تابع للقوات الدولية في أجلهوك (170 كلم من كيدال)، تعرض صباح الجمعة للقصف بقذيفتين، دون وقوع خسائر بشرية أو مادية. وتعرض المعسكر نفسه للقصف مساء الخميس بقذيفتي هاون، لم يسفر هو الآخر عن خسائر، حسب " مينيسما". وسمع دوي انفجار كبير في وقت متأخر مساء الخميس، بالقرب من اجلهوك، في الوقت الذي قالت فيه مصادر محلية في اجلهوك إن دورية تابعة للقوات الأممية خارج المدينة تعرضت لهجوم. وكان معسكر " مينيسما" في أجلهوك قد تعرض للقصف الأربعاء الماضي بثمانية صواريخ، ولم يسفر عن سقوط ضحايا. وفي اليوم نفسه، أوقف مسلحون يستقلون دراجة، شاحنة محملة بالسلع التموينية، وأنزلوا السائق المدني ومساعده، وأحرقوا الشاحنة وحمولتها على بعد 15 كلم من اجلهوك، مهددين السائق بقتله إذا عاود مد القوات الأممية بالسلع الأساسية. ويعتقد أن تنظيمات إسلامية مسلحة تقف خلف هذه الهجمات، وسبق لحركة "التوحيد والجهاد في غرب أفريقيا" أن تبنت بعضها. وجاءت هذه الهجمات قبل أيام من بداية الجولة الثانية من المفاوضات بين باماكو والحركات السياسية العسكرية في أزواد شمال مالي، التي تنطلق بعد غد الاثنين، في العاصمة الجزائرية، ويعتقد أنها ستكون حاسمة. وتقع مدينتا تيسلت واجلهوك في محيط سلسلة جبال تغارغارين التي كانت تعد معقلا أساسيا لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي قبل التدخل الفرنسي. وتبعد مدينة اجلهوك حوالى 30 كيلومترا عن المواقع التي يفترض أن تنظيم القاعدة يتحصن فيها. وإلى الآن لم تجر عمليات تمشيط تلك الجبال نظرا لصعوبة مرتفعاتها واستحالة تقدم القوات الأرضية فيها.