دعا المشاركون في "ندوة التنسيق الإسلامي-الإسلامي.. الواقع والآفاق"، التي احتضنتها أمس حركة الإصلاح الوطني بفندق السفير، وحضرتها كل من حركتي حمس والنهضة وغاب عنها جناح جاب الله وممثلو الجبهة الإسلامية للإنقاذ المحلّة، إلى تشكيل هيئة عليا متكوّنة من التيار الإسلامي لتفعيل التنسيق الذي يُعد ثاني لقاء منه بعد ذلك الذي نظمته حمس. الندوة شهدت تدخلات من ممثلين للحركة الإسلامية، حيث قال جهيد يونسي بأن الحركات الإسلامية في الجزائر لم يكن في مقدورها تحمّل العبء السياسي بعد الانفتاح، ودعا إلى تسليط الرؤية على الداخل الحزبي الإسلامي لمعرفة مواقع الخلل والقوة "للانطلاق من جديد" على حدّ تعبيره. أما عبد الرحمان سعيدي، نائب رئيس حركة مجتمع السلم، فقد قال ل "الشروق" إن الهدف من هذا التنسيق هو فتح حوار إسلامي- إسلامي لدراسة الذات وتقييم الأداء الشخصي طيلة التجربة الماضية بعيدا عن الأنانية و"الكاريزماتية" والأبوية -كما قال- مقترحا إعداد أرضية عمل لدراسة إمكانية الانطلاق في عمل منسجم، لكنّه تحفّظ على القول بأن الأمور ستصل إلى التفاهم على "ميثاق" واحد.. "هذا أمر سابق لأوانه، ويجب العمل بمرحلية"، نافيا في الوقت ذاته أن يكون هذا اللقاء تآمريا على أحد. حركة النهضة من جهتها قالت على لسان أمينها العام السابق، أحمد بن عائشة، بأن عمل الأحزاب الإسلامية يجب أن يتخلّص مما دعاه "الاختلاف المفرّق" وقال بأن التنوّع الموجود بداخلها وفي طريقة عملها لا بدّ أن يدفعها إلى التكامل والعمل. ودعا الحاضرون إلى طرح تجاربهم وخبراتهم الميدانية على بعضهم البعض للاستفادة منها، حيث قالوا بأن الإسلاميين انقسموا بين مشارك في السلطة ومعارض وممانع ومُغالب، وخلصوا إلى التأكيد بأن تلك المراحل من العمل الحزبي الإسلامي تعدّ مرآة تنظر الحركة الإسلامية من خلالها إلى نفسها لتعرف واقعها وتستشرف مستقبلها. وختم المشاركون حديثهم بالتساؤل عمّا تمثله أحزابهم من مجموع الوعاء الإسلامي في الجزائر، بينما فجّر جمال صوالح، رئيس المجلس الشوري لحركة الإصلاح، قنبلة عندما قال "هل نحن كأحزاب إسلامية منضبطون بالمرجعيّة الإسلامية" مجيبا نفسه والحاضرين "إننا نرفع الشعار ولا ننضبط به". م. هدنة