كشف السيد »ح.ف«، المالك الشرعي لهذا المصحف النادر، بأنه لم يكن ليكشف عن هذه التحفة التاريخية لو لم يشاهد ويسمع في شريط لإحدى الفضائيات، عرض نسخة مطابقة لكتابه موجودة لدى إحدى الشخصيات في دول المشرق العربي، أكد من خلالها وجود نسختين مماثلتين لهذا المصحف دون تحديد مكان وجودهما. أما عن اختياره جريدة »الشروق اليومي« لنشر صورة المصحف، فقد أرجعه إلى قناعات شخصية، فضلا عن كونه قارئا دائما ووفيا لها. وبالعودة إلى هذه التحفة، التي يعود تاريخ كتابتها إلى سنة 800 هجرية برواية حفص عن ورش، حسب ما اتضح لنا بعد تصفّحه الصعب بأحد مجاهر التحاليل الطبية لصغر حجمه الذي لا يتعدى1 سم. وقصد معرفة الجهة أو الكيفية التي وصل بها مصحف القرآن الكريم النادر إلى السيد »ح.ف«، فقد اعترف محدثنا أن الفضل في امتلاكه لهذه التحفة يعود إلى والده الذي أهداه له قبل وفاته منذ سنوات بعد أن ظل موجودا عنده مدة 50 سنة كاملة، خاصة وأنه عثر عليه في إحدى ولايات الجنوب الشرقي سنة 1956 بعدما قام بهدم أحد المساكن القديمة بالمدينة التي كان ينتشر فيها المعمرون بكثرة رفقة بنائين آخرين ليتفاجأوا بوجود صندوق »فنيق« صغير به ثلاثة مقتنيات اتفقوا على توزيعها بينهم دون أن يعلم أي منهم ماذا وجد الآخر، ليتحصل والد السيد »ح.ف« على نسخة نادرة للقرآن الكريم ظلت معه إلى غاية أن سلمها لابنه الذي دفعته ظروفه المعيشية المزرية إلى عرض هذه التحفة للبيع لأي جهة تهتم بجمع الوثائق التاريخية النادرة. عبد القادر. ب