سجلت مصالح الأمن الولائي بورڤلة، خلال السداسي الأول من السنة الجارية، ارتفاعا رهيبا في عدد القضايا التي تخص الأطفال القصر، على غرار الاختفاء والاختطاف وغيرها من القضايا التي تنعكس بالسلب على حياة البراءة بالمنطقة، في الوقت الذي دقت الجمعيات الناشطة في هذا المجال ناقوس الخطر. وتتصدر القضايا المتعلقة بالأطفال القصر، سيما أولئك الذين يغادرون بيوتهم العائلية لدواع مختلفة، حصيلة المصالح الأمنية بالمنطقة، إذ كشفت أن القضايا المعالجة في هذا الشأن من الفترة الممتدة من جانفي إلى جوان من العام الجاري، 41 قضية، في مقابل 28 قضية مماثلة سُجلت في الفترة نفسها خلال السنة المنقضية، أي ما يعني ضعف القضايا. هذا، وعالجت فرقة حماية القصر بالجهة، في نفس الفترة ذاتها، ما يصل مجموعه 73 قضية مختلفة منها 10 قضايا تتعلق بالدعارة، و09 قضايا تتعلق بالتحريض على الفسق، ناهيك عن 04 قضايا تتعلق بالاعتداء الجنسي، وقضية واحدة بخصوص الأطفال حديثي الولادة. وبخصوص قضايا الأطفال حديثي الولادة، فإنه قد تم العثور هذا الأسبوع على رضيع ميت يبلغ من العمر أسبوعين من جنس أنثى، داخل حقيبة قامت إحدى السيدات بالتخلص منها داخل مقبرة تبسبست بتڤرت، حسب ما أشارت إليه التحقيقات الأمنية بالمنطقة. وأشارت مصادر "الشروق" أن أم الطفل أقدمت على هذا الفعل ووضع الرضيع داخل الحقيبة والتوجه به إلى المقبرة من أجل التخلص منه بعد أن كانت أنجبته بطريقة غير شرعية داخل مصلحة مستشفى الأمومة والطفولة، الأمر الذي جعل الأم في حالة رعب ودفعها إلى التخلص من الجثة بهذه الطريقة البشعة، قبل أن يعثر على جثة الرضيع من قبل حارس المقبرة، وتعد هذه الحادثة الثانية من نوعها في فترة وجيزة. من جهتها، نظمت المصالح الأمنية خلال اليومين الماضين، "أبوابا مفتوحة" بمناسبة اليوم العالمي لحماية الطفل، بحيث تندرج هذه التظاهرة التحسيسية التي دامت يوما واحدا وشاركت فيها فرق حماية الأطفال القصر ومكافحة المخدرات والشرطة العلمية والمركز المتعدد للحماية والشباب في إطار البرنامج الذي بادرت به المديرية العامة للأمن الوطني والرامي إلى تشجيع النشاطات الجوارية. وأرجع عدد من الأخصائيين سبب ارتفاع هذه الظاهرة، إلى تنامي ظاهرة العمالة وكثرة المشاكل العائلية التي تدفع بالكثير من الأطفال إلى الهروب من منازلهم لتفادي المشاكل أو مغادرة منازلهم للبحث عن لقمة العيش لهم ولعائلاتهم، ما يجعلهم عرضة للتحرش الجنسي والاعتداء.
وأرجع مواطنو الجهة وبعض فعاليات المجتمع المدني ظاهرة الاختطاف إلى تزايد عدد النازحين الأفارقة إلى المنطقة، حيث تمكن سكان المنطقة خلال رمضان المنصرم من تحرير طفل يبلغ من العمر 06 سنوات، قام باختطافه رعيتان إفريقيان، وقاما بتخبئته داخل مقبرة بعد تكبيله بالقيود. وعليه، طالبت جمعيات وفعاليات المجتمع المدني بالولاية، بضرورة تكثيف الرقابة الأمنية والعمل على مراقبة الأطفال، لا سيما في الأماكن العمومية على غرار الأسواق والمدارس والمساجد وغيرها، في الوقت الذي دعت فيه ذات الجمعيات أولياء الأطفال إلى تحمل جزء من المسؤولية في حماية فلذات أكبادهم.