ما خلّفه لنا الحب والتغنّي بأعياده الغربية في الجزائر، 3 ملايين أم عازبة و10 آلاف طفل غير شرعي و66 جثة لحديثي الولادة والمئات من الحالات التي لم تحصها وزارة التضامن وبقيت مخبأة في جنبات المجتمع تحت غطاء الفقر تارة والتسول تارة أخرى تتحسر على كل لحظة من لحظات تصديق روايات الغرام. فضلا عن وجود 35 بيتا للتكفل بثمرات هذه الخطيئة يعيشون كل الحياة وهم يلعنون اللحظة التي التقى فيها أبواهما وتحمسا لبناء أسرة خارج حدود الأعراف ليدفعوا بدلا عنهم فاتورة فراقهما إلى الأبد وهم أحوج الناس إلى التقائهما تحت سقف الأمومة والأبوة الظاهرة للعيان. كما تعج ّمراكز التكفل بالأمهات العازبات والفتيات المتخلّى عنهن، أغلبهن وقعن بقصص الحب الزّائف والغرام الهائج والخداع على أنسجة القلوب المرتمية في أحضان كل مدّعٍ للمحبة ليصطدمن في النهاية بمصير لم يكن في الحسبان مطلقا، نصّه التراجيدي يفرض العيش على هامش الأيام والاقتتات من فضلات الذكريات ولا يسمح أبدا بالتطلع لأي أفق من آفاق المستقبل، بينما ينطلق الآباء أو المشاركون في الجريمة النكراء على فحولتهم يستميلون ضحايا جددا ثم يستقرون مع أكثر الفتيات تخلقا وجمالا واتّكالا عليهن في تكوين أسرة محافظة ينسون معها كل آثار الخطيئة حتى وإن كان من عناصرها مخلوق يحتاج بقوة لاسم ولقب يحفظ له ماء إنسانيته كلما بدا لإحدى زوايا المجتمع. والغريب أن كل الفتيات يعرفن أن الحب هو الطعم الذي يصطاد به شرفهن وشرف عائلاتهن، لكنهنّ لا يجدن مفرا من إثبات الحب الجنوني لأصدقائهن إلاّ بالركوع لهم وجعل أنوف عائلاتهن تسجد للعار إلى الأبد، خاصة مع انتشار شعار »الحب بالممارسة« الذي روّجت له القنوات الإباحيّة العربية منها والغربية. ومن هنا لبس الحب العفيف عباءة الإجرام في حق العائلات والأسر ولم تعد لها ثقة فيمن ينشد الحب لبناتهن وقد صدق المحلل النفسي اللبناني فاخر عاقل حينما قال: لقد عجز العلم عن اختراع جهاز لقياس درجة صدق الحب والميز بينه وبين غيره من شراك الخداع. ولم يبق أمام بناتنا إلا الالتزام بتعاليم الشريعة السمحة التي تحفظ لهن حريتهن العاطفية وسلامتهن من أي صدمة نفسية، فهل ستعتبر الفتيات من المعطيات السابقة أم أنهن أحببن شعار »الحب أعمى« وصدق فيهن قول أحمد شوقي »والغواني يغرّهن الثناء«؟. دلولة حديدان