لم تمر الدعوات بإلغاء حكم الإعدام في الجزائر، والتي قادها علي هارون وفاروق قسنطيني وغيرهما من رجالات القانون الذين طلبوا من الحكومة الجزائرية السير في نفس مساعي الكثير من البلدان التي ألغت الحكم، واعتبر علماء الدين الذين تحدثت إليهم "الشروق" مثل هذه الدعوات أشبه بمنح التأشيرة للمجرمين، ليعيثوا مزيدا من التقتيل والاغتصاب في حق الأطفال. وتأسف الأستاذ سلطان بركاني، إمام مسجد ابن تيمية بقسنطينة، لتعالى الأصوات المطالبة بإلغاء حكم الإعدام، بالتزامن مع ارتفاع حدّة الجرائم في المجتمع بصورة تنذر بانهياره وتحوّله إلى غابة تعبث فيها الوحوش البشرية بالدّماء والأعراض والأموال بلا وازع ولا رادع، متسائلا: ماذا بعدما انتهكت أعراض الأطفال وذبّحوا وقطّعوا ورميت أشلاؤهم في المزابل؟ وماذا بعدما انتشرت الخيانة الزّوجية وشرّدت أسر بسببها؟ وماذا بعدما انتشر الشّذوذ وصار للشّواذّ مواقع ومنتديات وتنادوا للمطالبة باعتراف الدّولة والمجتمع؟ وطلب المتحدث من حقوقيينا أن ينظروا إلى حقّ أولياء الضحيّة وحقّ المجتمع حتى لا يلجأ أهالي الضّحايا إلى الانتقام ويتحوّل الأمر إلى فوضى لا زمام لها ولا خطام؟ مذكرا بقوله تعالى: ((ولكم فِي القصاص حياة يا أولي الألباب لعلكم تتقون)). واعتبر مجرد التفكير في الإلغاء، غير مقبول، لأن دولا نصرانية وعلمانية كثيرة رفضت إلغاء حكم الإعدام مراعاة لواقع المجتمع، فكيف يقبله مجتمع مسلم. وسار على نهجه الشيخ محمد سعيود إمام جامع ابن باديس بالرغاية بالعاصمة، حيث اعتبر المتحدث ما قاله علي هارون غير مقبول، عندما قال إن الله هو من وهب الحياة ولا يمكن للإنسان أن ينهيها، مذكرا إياه بأن في الإسلام يوجد القصاص، في القتل العمد الذي هو تعدٍّ على حق الإنسان، معبرا انتشار الجرائم التي تقدمها الصحف يوميا يعود إلى عدم تطبيق شرع الله في الحدود والقصاص، وكل من أراد أن يلغي حكم الإعدام إنما يحاول إلغاء آية قرآنية صريحة يوجد إجماع عليها في كل المذاهب الإسلامية.