قال شهود عيان، إن اشتباكات اندلعت، صباح السبت، بين قوات فجر ليبيا وقوات حرس المنشآت النفطية في الوادي الأحمر شرقي ليبيا. وأفاد الشهود، إن قوات حرس المنشآت النفطية التي يقودها إبراهيم جضران، والموالية لمجلس النواب وحكومة طبرق المعترف بهما دولياً، تنتشر بشكل كبير في منطقة الوادي الأحمر (30 كم شرق سرت)، لصد هجوم قوات "فجر ليبيا" القادمة من مصراتة (غرب) ومدن أخرى. وبحسب الشهود، فإن المعارك محتدمة وتشهد تبادلاً كثيفاً لإطلاق النيران من الطرفين، وإن طائرات استخدمت منذ ساعات الصباح الأولى في استهداف مواقع تابعة ل "فجر ليبيا" في منطقة بن جواد المحاذية لسرت شرقاً، مستهدفة بعض السيارات المسلحة. وقال العقيد بشير بوظفيرة، آمر كتيبة الشهداء في أجدابيا (شرق) الموالية لمجلس نواب طبرق، والمشاركة في المواجهات، إن "المواجهات المسلحة اندلعت صباح اليوم (السبت)، إثر تقدم قوة من فجر ليبيا باتجاه الوادي الأحمر الذي تسيطر عليه قوات مجلس النواب"، مشيراً إلى أن صدهم لتلك الهجمات، دفع قوات فجر ليبيا للتراجع إلى منطقة بن جواد حيث تدور الاشتباكات حالياً. وأضاف أن "مقاتلات الجيش (الموالي لطبرق) تشن غارات جوية في هذه اللحظة على عدد من مواقع فجر ليبيا في بن جواد، بالإضافة لقصف استهدف قاعدة القرضابية العسكرية داخل سرت". فيما أفاد شهود عيان في مدينة سرت، بتصاعد أعمدة دخان من داخل قاعدة القرضابية ومواقع أخرى بمحيط مطار المدينة جراء القصف الجوي. وكان سعيد حروفة، القائد الميداني في فجر ليبيا قال في وقت سابق، إن "القوات (فجر ليبيا) متمركزة منذ خمسة أيام في منطقة بن جواد، قادمة من مصراتة ومدن أخرى، لتحرير مواقع الهلال النفطي من قبضة مليشيات تسيطر عليها موالية لقوات اللواء خليفة حفتر". وأضاف جروفة: "تقدمنا مساء الأمس (الجمعة)، لنتلامس مع الطرف المقابل صباح اليوم دون تحقيق تقدم كبير"، مؤكداً تصميم قادة قوات "فجر ليبيا" على التقدم للسيطرة على الهلال النفطي. ولم يتسن الحصول على إحصائيات من كلا الطرفين عن حجم الخسائر البشرية والمادية جراء هذا الاقتتال. وحرس المنشآت النفطية التي يقودها إبراهيم جضران تكونت من قبل رئيس الوزراء السابق علي زيدان، وقامت بإغلاق آبار وموانئ النفط العام الماضي، قبل أن يعلن جضران في ديسمبر من العام الماضي حكومة ظل، أطلق عليها في ذلك الحين "المكتب السياسي لإقليم برقة"، قبل أن يعلن ولاءه منذ أسابيع لمجلس النواب المنعقد في طبرق. وتدور معارك شرسة منذ أوت الماضي، في مناطق غرب العاصمة بين قوات فجر ليبيا التي تتشكل من كتائب ثوار إسلامية، وتستمد شرعيتها من المؤتمر الوطني العام في طرابلس، والمنتهية ولايته، وقوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر والتي تستمد شرعيتها من مجلس النواب في طبرق (أقصى الشرق) والذي صدر حكم من المحكمة العليا ببطلان الانتخابات التي أفضت إليه. وتعاني ليبيا أزمة سياسية بين تيار محسوب على الليبراليين وآخر محسوب على الإسلاميين زادت حدته مؤخراً، ما أفرز جناحين للسلطة في البلاد لكل منهما مؤسساته الأول: البرلمان المنعقد في مدينة طبرق (شرق)، والذي تم حله مؤخراً من قبل المحكمة الدستورية العليا، وحكومة عبد الله الثني المنبثقة عنه. أما الجناح الثاني للسلطة، فيضم، المؤتمر الوطني العام (البرلمان السابق الذي استأنف عقد جلساته مؤخراً)، ومعه رئيس الحكومة عمر الحاسي، ورئيس أركان الجيش جاد الله العبيدي.