قتل 126 شخصاً على الأقل وأصيب 122 آخرون في باكستان، الثلاثاء، بعد أن اقتحم مسلحون من حركة طالبان مدرسة يديرها الجيش في مدينة بيشاور، حيث احتجزوا مئات الطلبة والمعلمين رهائن في أكثر هجوم دموي يشنه المتشددون في البلاد منذ سنوات. وقال مسؤول إقليمي، إن العدد مرشح للزيادة، مشيراً إلى أن أكثر من مائة من القتلى من الطلبة. وقال الجيش، إن جنوده حاصروا المبنى وبدأت عملية لإنقاذ بقية الطلبة. وسمع في المكان دوي إطلاق نار من داخل المدرسة. ولم يتضح على الفور، ما إذا كان كل الطلبة قتلوا بيد المسلحين، أم في المعركة التي اندلعت مع قوات الأمن الباكستانية أثناء محاولتها السيطرة على المبنى. وحلقت طائرات هليكوبتر في الجو ونقلت عربات الإسعاف المصابين إلى المستشفى. ونقل وزير إقليمي باكستاني عن مصادر عسكرية قولها، إن مسلحي حركة طالبان الباكستانية ما زالوا يحتجزون بعض التلاميذ. وأضاف عناية الله خان للتلفزيون "تلقى رئيس وزراء إقليم خيبر بختون خوا معلومات من مسؤولين في الجيش تفيد أن بعض التلاميذ ما زالوا محتجزين رهائن". وكانت حركة طالبان الباكستانية التي تقاتل من أجل الإطاحة بالحكومة، توعدت بتصعيد الهجمات رداً على عملية كبيرة ينفذها الجيش ضد المسلحين في مناطق قبلية. وأعلنت حركة طالبان مسؤوليتها على الفور عن الهجوم على المدرسة. وقال محمد عمر الخراساني المتحدث باسم حركة طالبان الباكستانية، إن الحركة هاجمت المدرسة التي يديرها الجيش يوم الثلاثاء، لأنها أرادت أن تثأر من الجيش لاستهدافه عائلات أعضاء الحركة. وأضاف: "استهدفنا المدرسة التي يديرها الجيش لأن الحكومة تستهدف عائلاتنا ونساءنا.. نريدها أن تشعر بالألم". وأدان رئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف الهجوم وقال إنه في طريقه إلى بيشاور، مضيفاً في بيان "لا يمكن أن أبقى في إسلام أباد.. هذه مأساة للوطن كله نفذها متوحشون". وعن الضحايا قال شريف: "كانوا أبنائي.. هذه فجيعتي وفجيعة الأمة، أنا متجه إلى بيشاور الآن وسأشرف على هذه العملية بنفسي". وقال الجيش في بيان إنه جرى إجلاء الكثير من الرهائن لكن لم يحدد عددهم. وقال مسؤولون عسكريون في المكان، إن ستة مسلحين على الأقل دخلوا المدرسة العسكرية العامة التي يديرها الجيش. ويعتقد أن نحو 500 فرد بين طلبة ومعلمين داخل المدرسة. وقال مسؤولون من الشرطة، إن ثلاثة انفجارات مدوية وقعت بينما كانت الشرطة تحاول إبعاد آباء وأمهات التلاميذ المحتجزين داخل المدرسة وهم يحاولون عبور المتاريس ودخول المدرسة.