كشف جهاز الأمن الفيدرالي الروسي "المخابرات" في تقرير له أن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي تعرض إلى محاولة اغتيال في ختام زيارته إلى إسرائيل، الأسبوع الماضي، وأن الفاعل ليس سوى جهاز المخابرات الإسرائيلي "الموساد" الغاضب من مواقف ساركوزي الأخيرة. * وبحسب خبراء جهاز الأمن الفيدرالي الروسي، فإن الرواية التي قدمتها الحكومة الإسرائيلية والقاضية بانتحار شرطي إسرائيلي خلال حفل توديع ساركوزي في مطار بن غوريون "مفبركة"، وأن الحقيقة التي أخفتها السلطات الإسرائيلية هي أن الرجل الأول في قصر الإليزيه كاد أن يصفى في تل أبيب بسبب محاولاته للتقرب من "أعداء" إسرائيل على مستوى العالم العربي. * بالإضافة إلى أن السلطات الإسرائيلية وجهاز المخابرات لا يسمحان لأي كان الاقتراب من رئيس دولة أجنبية.. * * وكان الإعلام الإسرائيلي والأجنبي قد كشف أن حالة من الهلع شهدها حفل توديع ساركوزي وزوجته كارلا بروني في مطار بن غوريون بسبب قيام شرطي من حرس الحدود بإطلاق النار على نفسه، وقالت السلطات الإسرائيلية أن الشخص يسمى رائد اسعد غانم (32 عاما)، وهو درزي من بيت جن في شمال إسرائيل، ولكن عائلة هذا الشرطي سارعت إلى تكذيب رواية الانتحار وقالت إنه ليست هناك دوافع تجعل ابنها يلجأ إلى هذا التصرف .. * * وبحسب المصدر الروسي الذي قدم هذه المعلومات إلى كل من الرئيس ديمتري مدفيديف ورئيس الحكومة فلاديمير بوتين، فقد أثارت مواقف ساركوزي الأخيرة، وخاصة محاولات تقربه من سوريا ولبنان، غضب اليمين الإسرائيلي وكذلك رئيس الموساد "مايير دورغان" الذي مدد له رئيس الوزراء إيهود ألمورت منذ أسبوع عهدته لسنتين أخريين .. وقد تحولت حالة الغضب لدى اليمين الإسرائيلي من ساركوزي إلى حالة حقد بعد الخطاب الذي ألقاه أمام الكنيست الإسرائيلي "البرلمان"، عندما طالب بأن تكون القدس عاصمة للدولتين، الفلسطينية والإسرائيلية، حيث قال ساركوزي "..لن يكون هناك سلام في الشرق الأوسط ما لم تتراجع إسرائيل عن رفضها التخلي عن سيادتها عن بعض أجزاء القدس.." وقد اعتبر هذا الموقف تعديا صريحا على ما تعتبره إسرائيل موقفا مقدسا. * * ويشير تقرير المخابرات الروسية إلى تزايد غضب الإسرائيليين من الضيف الفرنسي بعد دعوته إسرائيل إلى وقف "فوري" للأنشطة الاستيطانية في الأراضي الفلسطينية، باعتبار أن الاستيطان هو العقبة الأساسية في طرق السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين. * * ويذكر أن مواقف ساركوزي من القدس والاستيطان تركت ارتياحا لدى السلطة الوطنية الفلسطينية، حيث وصفتها بالخطوة الهامة في الاتجاه الصحيح.. * * كما يؤكد التقرير أن الاستياء الإسرائيلي من الرجل الأول في قصر الإليزيه مصدره أيضا إعلان فرنسا في المدة الأخيرة عن استعدادها للتعاون مع حلفائها العرب في المجال النووي، وهو التعاون الذي ترفضه الدولة العبرية التي تريد أن تبقى وحدها الدولة النووية في المنطقة .. * * ويرى التقرير الاستخباراتي الروسي أن الذين حاولوا اغتيال الرئيس الفرنسي انطلقوا من قناعة مفادها أن نيكولا ساركوزي نفسه من أصل يهودي وكان قد فقد 57 فردا من عائلته خلال ما يعرف بالمحرقة اليهودية على يد النازية، وبالتالي فهو يعتبر مواطنا إسرائيليا. ويعتقدون أيضا أن دخوله أي ساركوزي في مفاوضات مع أعداء إسرائيل على مستوى الدول العربية يعد طعنا من طرفه في الشرعية الإسرائيلية، مثلما وصف يؤكد التقرير الاستخباراتي الروسي .. * * وتجدر الإشارة في نفس السياق أن اليمين المتطرف داخل إسرائيل يلجأ دوما إلى الاغتيالات عندما يتعلق الأمر بالتعدي على المحرمات الإسرائيلية. وعلى سبيل المثال، فقد تم اغتيال رئيس الوزراء إسحاق رابين عام 1995 بسبب توقيعه اتفاق أوسلو مع الفلسطينيين ..