عاش جمهور قاعة ابن زيدون بديوان رياض الفتح لحظات مهربة من الزمن الجميل أطربت فيها فرقة "شيوخ سلاطين الطرب الحلبية" وأبدعت لتحقق تجاوبا استثنائيا في السهرة الثالثة من فعاليات المهرجان الثقافي الدولي التاسع للموسيقى الأندلسية والموسيقى العتيقة. سهرة حالمة أعادت أيام الوصل وأنصفت الموسيقى العربية التراثية الأصيلة .. فسافر الجمهور بكل أحاسيسه وعواطفه في معاني القدود الحلبية والموشحات العربية وتجاوب مع الأداء الانفرادي والجماعي لأشهر أغاني ريبارتوار الطرب العربي الأصيل مثل "داعي الهوى" و"مالعيني أبصرت"، "قل للمليحة ذات الخمار الأسود" "يا أم العيون"، "ردي بالوصال"، "يا بهجة الروح"، "إبعث لي جواب" ، "يا خي" ، "فوق النخل" "قدك المياس" . انتصر الطرب العربي الأصيل على الموسيقى الهابطة النشاز التي أضحت شعار أغلب الموسيقيين الشباب. وأكد الجمهور الذواق الذي حضر بقوة وعبر عن تمسكه بالكلمة النظيفة واللحن الشجي أنه لا يزال وسيبقى وفيا للغناء الصوفي وللرومانسية الهادئة النقية. حاكت الآلات الموسيقية وجع السوريين المقيمين بالجزائر وأخذتهم في جولات ساحرة بين أزقة الأحياء القديمة للشام وشوارع حلب.. فانفعلوا وتفاعلوا متألمين أحيانا وراقصين أحيانا أخرى ... رقصا على جمر الشوق للوطن الجريح "سوريا". أما المطربة سيلينا من البرتغال فأرادت بقوة تقديم طبق منوع من تشكيلة موسيقية وغنائية لموسيقى جنوبالبرتغال التي لا تزال تصارع للبقاء في ظل التطورات الحاصلة والعولمة التي هبت على خصوصيات الفنون العتيقة ومفرداتها. وكان ختام السهرة الثالثة مسكا بتكريم المطربة القديرة نرجس وكلا من الفنانتين الواعدتين نسرين غنيم وإيمان سهير لأيقونة الغناء الجزائري الفنانة سلوى بأداء أجمل وأشهر الأغاني الأندلسية.