تشكو العديد من المرافق العمومية بمدينة جانت في ولاية إيليزي، من نقص التأطير الإداري الكفء القادر على تسيير شؤون العديد من المرافق العمومية، على حساسيتها وأهميتها البالغة في تسيير الشأن العام وتوفير الخدمات التي تعتبر الأقرب إلى المواطن. أثرت هذه الوضعية في تسيير الملفات المتشعبة، كما خلف هذا الوضع أثارا واضحة تجلت في ضعف التحكم في العديد من الإدارات، خاصة ما تعلق بالجماعات المحلية، والعديد من المرافق الطبية التي تشكو من معضلة التسيير بسبب هذا الأمر.
... بلدية جانت بدون أمين عام ومحاسب تشكو بلدية جانت بأقصى جنوب الولاية، والتي تعتبر ثاني أكبر بلديات الولاية من عجز كبير في التأطير، والذي يمكّن من التحكم في تسيير الملفات المختلفة، والملقاة على عاتق هذه الهيئة، وعلى أهمية منصب الأمين العام في أي بلدية الذي يعد بمثابة المحرك الحقيقي في تسيير هذه الهيئة، إلا أن غياب إطار أثر سلبا على وضعية سير المصالح المختلفة، ومنها متابعة تسيير المشاريع المسجلة على عاتق البلدية، في جانبها الإداري على الأقل، وكذا تسيير ملف المستخدمين، ووضعياتهم المالية، حيث تشهد البلدية من حين لأخر احتجاجات لعدم تقاضي الأجور بسبب غياب تأطير كفء على مستوى مصلحة المالية، أين يتم الاستنجاد بإطارات محاسبين متقاعدين لحل العديد من المشاكل التي تواجهها البلدية في هذا الشأن. تشكو البلدية من مشاكل تعتبر تافهة على غرار إعداد مخططات التسيير، أين تشكو الوصاية من تأخر إعداد الكثير من الوثائق منها المداولات، والمحاضر المختلفة، ووضعيات تسيير المخططات التنموية، ومشاكل تسيير ميدانية مختلفة، تخص ملف النظافة العمومية، الإنارة، ومتابعة تسيير العمران وغيرها، على اعتبار أن المنتخبين يقومون، كما جرت العادة، بدور سياسي، دون الخوض في غياب الكفاءة والتجربة وسط المنتخبين في إدارة الشأن العام، ليزيد من ذلك الصراعات المزمنة التي تشهدها البلدية، بسبب نزعة العديد منهم في الفوز بالمناصب الدائمة، أو رئاسة اللجان لأسباب يعتبرها المواطن العادي مرتبطة بمساع للوصول إلى منافع شخصية.
... هشاشة في تسيير إدارة المستشفيات تعاني المؤسسات الاستشفائية بمدينة جانت من نفس المشكل، والتي تخص ضعف التأطير الكفء، في تسيير المؤسسة العمومية الاستشفائية، والمؤسسة العمومية للصحة الجوارية، وإلى ذلك ذهب مسؤول مستشفى مدينة جانت ردا على مطالب العمال الذين نظموا وقفة احتجاجية قبل أسابيع قليلة، للمطالبة بحقوقهم المالية والخاصة بالمنح والعلاوات، وحتى الأجرة الشهرية التي تعرف تأخر متكرر، أين أكد ذات المسؤول أن المرفق، على حساسيته، يعاني من غياب مسيرين قادرين على مواكبة تسيير مشاكل العمال في جانبها الإداري، وهو ما ينعكس في استقرار المؤسسة بسبب الإضرابات والاحتجاجات المتكررة، دون الخوض في باقي المصالح التقنية المرتبطة بتوفير خدمة صحية تكون في المستوى المطلوب. ولا تزال العديد من الإدارات العمومية الأخرى بالمدينة، تعاني من المشكلة، حيث لم تجد الكثير من إجراءات التوظيف، وحتى التكوين التي استفاد منها أعوان الإدارة خاصة البلديات ومنتخبوها، قادرة على حل مشكل غياب النجاعة في تسيير الإدارة المحلية إلى حد الآن، حيث لا يمكن الحديث عن النجاعة في ظل غياب مسؤولين في مستوى أمين عام بلدية يفترض أن يكون مكونا في الإدارة ومعين بمرسوم، وكل ما يجري هو تداول المنصب من بين أعوان مختلف المصالح.