تضاربت الأنباء بشان مصير اتفاق السلام الموقّع بالأحرف الأولى بين الحكومة المركزية في باماكو وبعض الفصائل الأزوادية بالجزائر، فبينما أوردت مصادر أن الفصائل الأزوادية تحفظت على التوقيع النهائي، أكد قياديون في منسقية الحركات الأزوادية، أن الموقف النهائي سيعرف بعد لقاء وفد الأممالمتحدة الذي يصل اليوم إلى شمال مالي. وذكرت مصادر متطابقة (وكالة الأنباء الفرنسية، وكالة رويترز) أن المشاورات التي احتضنتها مدينة "كيدال" في أقصى شمال شرق مالي، وضمت فعاليات شعبية أزوادية، خلصت إلى قناعة مفادها أن الوثيقة التي عرضت على الفرقاء في إطار الوساطة الجزائرية، لا تضمن تجسيد تطلعات الشعب الأزوادي. وكانت "المشاورات الشعبية" قد انطلقت الأربعاء المنصرم بمشاركة وجهاء القبائل وقادة الفصائل الأزوادية، على أن تنتهي السبت المنصرم، غير أنها تأجلت إلى الأحد، لكن من دون أن يصدر بيان يحدد الموقف النهائي، فيما ذكرت مواقع محسوبة على الحركات الأزوادية أن البيان سيصدر الثلاثاء. ولم يصدر إلى غاية الأمس، أي بيان رسمي، على المواقع المحسوبة على الفضائل الأزوادية، فيما قالت الأطراف المتحفظة على اتفاق الجزائر، إن الموقف النهائي سيعلن عنه رسميا اليوم، بعد وصول ممثلي الوساطة الدولية ومجلس الأمن المتوقع، بحسب ما نقله موقع الحركة الوطنية لتحرير الأزواد، ورئيس المجلس الانتقالي الأزوادي، بلال أغ الشريف، المتحدث باسم منسقية الحركات الأزوادية. وتأمل الحركات الأزوادية في أن تؤدي المشاورات التي ستباشرها مع وفد الأممالمتحدة اليوم، في الوصول إلى توافق بشأن مراجعة اتفاق الجزائر، كما جاء على لسان المتحدث الرسمي باسم المنسقية، محمد مولود رمضان، الذي أكد رفض الشعب الأزوادي، كما قال، للاتفاق بالصيغة التي عرضت للتوقيع بفندق الجزائر مطلع الشهر الجاري. الحركات المتحفظة على اتفاق الجزائر، أكدت بالمقابل أنها مستعدة لمواصلة الحوار، من أجل إعادة النظر في الأرضية المقترحة، بهدف إرضاء شريحة من "الشعب الأزوادي"، الذي لم يهضم غياب أي إشارة إلى الاستقلال الذاتي، أو حكم إقليمي موسع، مقابل التأكيد على الوحدة الترابية لدولة مالي، وهو الأمر الذي توافقت عليه كافة الجهات الراعية للمفاوضات بالجزائر وهيئة الأممالمتحدة والاتحاد الإفريقي والمجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا. ومعلوم أن الحكومة المركزية في باماكو وثلاث فصائل موالية لها، قد وقعت بالأحرف الأولى على اتفاق الجزائر في الفاتح من الشهر الجاري، غير أن ثلاثا أخرى بينها ابرز فصيل علماني، وهو الحركة الوطنية لتحرير الأزواد، أرجؤوا التوقيع إلى ما بعد القيام بمشاورات مع الفعاليات الشعبية في الإقليم.