قال رئيس لجنة الأمن القومي والسياسات الخارجية، في مجلس الشورى الإيراني، علاء الدين بروجردي، إن "نار الحرب على اليمن سترتدّ على المملكة العربية السعودية"، داعيا إلى "وقف العمليات العسكرية في هذا البلد"، حسب وكالة أنباء فارس الإيرانية شبه الرسمية. ونقلت الوكالة الإيرانية شبه الرسمية، أمس الخميس، عن بروجردي قوله إن "إشعال النار هذا لا شك سيترك عواقب خطيرة، والعالم الإسلامي سيتعرّض لأزمة كبيرة، نظرا إلى حساسية هذه المنطقة". وتابع أن "إشعال السعودية نار حرب جديدة في المنطقة، دليل على عدم اهتمامها بمشاكل الأمة الإسلامية، وغياب المسؤولية لديها، وأن نار هذه الحرب سترتدّ على السعودية نفسها ،لأن الحرب لن تبقى محدودة في نقطة واحدة". وعبّر بروجردي عن أمله في "توقف هذه العملية العسكرية على وجه السرعة، وأن تجري تسوية مشكلة اليمن عبر الطرق السياسية". وأشار المسؤول الإيراني إلى أن "القوات المسلحة والشعب اليمني سيهبّان للدفاع عن سيادة بلاده". وبحسب بروجردي، فإن أمريكا لها دورٌ في الهجوم السعودي على اليمن، قائلاً: "أمريكا هي على رأس فتن الحرب في المنطقة، وهي دعمت هذا الهجوم، ولاشك أن السعودية وعدداً من دول مجلس التعاون لم تقدم على إشعال هذه النار، إلا بضوء أخضر أمريكي، وهي لا تملك هذه الصلاحية". ومضى: "أمريكا وعقب الأزمة التي فرضتها على العراق وسوريا وأفغانستان على مدى سنوات طويلة، بدأت عمليا أزمة ومذبحة أخرى في العالم الإسلامي، وهذه الخطوة مدانة بشدة". من جانبها، ندّدت الخارجية الإيرانية بالغارات الجوية، ووصفت الهجوم ب"الخطير والمغاير للقوانين والأعراف الدولية في احترام السيادة الوطنية للبلدان"، وفق وكالة أنباء فارس. ونقلت الوكالة عن المتحدثة باسم الخارجية الإيرانية، مرضية أفخم، قولها إن "استخدام الخيار العسكري في اليمن الذي يشهد أزمة داخلية وحربا على الإرهاب، من شأنه أن يزيد من تعقيد الأمور واتساع رقعة الأزمة، وإنهاء فرص التوصل إلى حلول سلمية للخلافات الداخلية في اليمن". ودعت أفخم إلى "ضرورة تمسك كافة الأطراف بالحلول الوطنية الناتجة عن الاتفاق بين الأحزاب والكتل السياسية في اليمن"، مطالِبة في الوقت نفسه ب"وقف فوري للغارات الجوية، وكافة الأعمال العسكرية التي تستهدف اليمن وشعبه". وأشارت إلى أنه "من أبرز تداعيات هذا الهجوم العسكري على اليمن ستكون اتساع رقعة الإرهاب والتطرف، لتشمل مناطق أخرى في المنطقة". على صعيد ردود الأفعال الدولية، أعلنت بريطانياوفرنساوأمريكاوتركيا، تأييدها لعملية "عاصفة الحزم" ضد الانقلابيين الحوثيين. وقال الناطق باسم الخارجية البريطانية، إن "العملية العسكرية، جاءت بعدما طلب الرئيس منصور هادي المساعدة بكل الوسائل المتاحة والتدابير لحماية اليمن وردع العدوان الحوثي"، مضيفا أن "مجلس الأمن الدولي، قد أوضح أن الرئيس هادي هو الرئيس الشرعي لليمن". وأشار البيان إلى أن "إجراءات الحوثي الأخيرة والتوسع في عدن وتعز، هي إشارة أخرى إلى استخفافهم بالعملية السياسية، وأن أي إجراء يتخذ ينبغي أن يكون وفقا للقانون الدولي". وخلص البيان الرسمي في نهاية المطاف إلى أنه يجب أن يكون الحل للأزمة اليمنية "حلا سياسيا"، وسيتعين على المجتمع الدولي "مواصلة الدعم الدبلوماسي والإنساني لتحقيق الاستقرار على المدى الطويل، وتجنب الحرب الأهلية والانهيار الاقتصادي وأزمة إنسانية أعمق في اليمن". كما أيّدت فرنسا عملية "عاصفة الحزم"، وأعلنت وقوفها إلى جانب شركائها في المنطقة حتى استعادة اليمن استقراره ووحدته. وقالت فرنسا إن عاصفة الحزم تأتي استجابة لطلب السلطات الشرعية اليمنية. وكانت الولاياتالمتحدةالأمريكية قد أعلنت عن "استعدادها لتقديم دعم لوجيستي واستخباراتي للتحرك العسكري الخليجي باليمن". وأعلنت الخارجية التركية مساندتها للعملية العسكرية التي تقودها السعودية ودولٌ أخرى ضد الحوثيين في اليمن. ودعت تركيا جماعة الحوثي و"داعميها الأجانب" إلى "الكف عن التصرفات التي تهدد السلام والأمن في المنطقة".