شهد يوم أمس الأول، في عدة قرى بولاية تيزي وزو الاحتفال ب"أزنزي" الذي يعتبر انطلاق الأفراح بقدوم فصل الربيع ما بين يومي 17 و23 أفريل المصادف لفترة ما يسمى ب"نهاية إحقان الثاني" حسب الرزنامة الأمازيغية، أو ما يسمي بأزنزي في كل مناسبة تصادفها المناسبة وبغية ضمان الحفاظ عليها ونقلها إلى الأجيال الناشئة، باعتبارها جزءا من حياتها وشخصيتها، حيث بدأت عدة قرى ببلدية إعكوران وآقرو زكري الجهة الشرقية للولاية التي بقيت تحيي العادة كلما حل شهر أفريل وكما تختلف طريقة الاحتفال من منطقة إلى أخرى. وهذه المناسبة معروفة بالجهة الشرقية للولاية ب"ثيريري أوزال" تتهيأ خلالها العائلات لإحيائها كون القرى القبائل معروفة بتربية الأبقار والأغنام حيث يتم في هذه الفترة إخراجها وصغارها في الصباح الباكر قبل طلوع الشمس، ذلك أن العادة تقتضي أن يكون الحيوان بالحقول عندما تطلع الشمس، وتتم مرافقة الرعاة من الأب والجد والعم والأطفال الصغار، وهذا بغية زرع هذه العادة في نفوسهم وتعلمها كي يضمنوا الاستمرار في إحيائها بعدهم، وتكون ربة البيت من جهتها قد حضرت لهم ما يأكلونه إذا ما انتابهم الجوع خاصة وأنهم يغادرون المنزل قبل طلوع الفجر، ويقتصر الأكل في هذه العادة على الأكلات التقليدية الكسرة، زيت الزيتون، التين الجاف واللبن.
وبينما يكون الرجال بالحقول يرعون الغنم، تكون ربة البيت قد كلفت البنات الصغار بإحضار مختلف أنواع النباتات المزهرة والأزهار التي تنمو في الربيع، حيث يخرجون جماعات إلى الحقول بأغانٍ واشويقان تمجد بدخول فصل الربيع يجمعن الأزهار المختلفة في باقات تزين بها أبواب منازل القرية، ما يعطي العرس أجواء الابتهاج والسعادة، حيث يشارك الكبير والصغير فيها بكل روح تضامنية وأخوية، كما تقوم النساء بتحضر مختلف الأطباق التقليدية التي تعودن على تحضيرها في هذه المناسبة، حيث يقمن قبل حلول العرس بثلاثة أيام بطحن القمح بالطريقة التقليدية والفول بطاحونة القرية وفي صبيحة يوم الاحتفال بازنزي يقوم العائلات بإخراج الوعدة الكسكس باللبن وغيره مع تحضير كسكس الشعير بالمرق، اشباظ الذي يحضر بالحليب، بركوكس، ثيغرفين، العسل ومختلف الأطباق التقليدية، ليتناول منه كل سكان القرية..