أدت أزمة ندرة أكثر من 300 علامة دواء إلى لجوء بعض المرضى للحصول على الأدوية بأي ثمن، من دون مراعاة مصدرها أو معايير السلامة أو خضوها للمخبر الوطني لمراقبة الأدوية، ما فتح المجال لبزناسية "الكابة" القادمة من المغرب وتونس بتوفير تلك الأدوية تحت الطلب وبأسعار مضاعفة، في وقت فتحت أزمة الندرة باب المضاربة على مصرعيه من طرف الموزعين. قصدت "الشروق" بعض أشباه الصيادلة الخواص الذين يوفرون تلك أنواع من الأدوية التي تشهد ندرة ويصعب الحصول عليها، للاستفسار عن توفر أحدها، والذين قالوا أنهم لا يتوفر على الدواء المطلوب بالصيدلية، ولكن يملكون كميات قليلة منه يبيعونها تحت الطلب، وهو ما قاله لنا احدهم، الذي كشف أن هذه الأدوية يتحصلون عليها من طرف بزناسية "الكابة" قادمة من المغرب وتونس ويمكن استعمالها من دون أي خطر. بالإضافة إلى بداية نشاط بزناسية "الكابة" للدواء بشكل غير معهود، دفعت الندرة التي تشهدها السوق الوطنية بالموزعين إلى المضاربة، بحسب ما كشف عنه الناطق الرسمي باسم الصيادلة الخواص ل"الشروق"، عن طريق إلزام الصيادلة باقتناء أنواع معينة من الأدوية ليسوا في حاجة إليها مقابل منحهم بعض الأدوية التي تشهد نقصا حادا كالأنسولين، مؤكدا أنه تم إعلام مصالح الوزير عبد المالك بوضياف بما يحدث من تجاوزات، إلا أن مصالح الوزير ردت - حسب مناع - "عليكم بتقديم أدلة" . وأوضح المتحدث أنه لا يمكن تقديم أدلة مادية عن اساليب المضاربة التي ينتهجها الموزعين من خلال إلزام زبائنهم من الصيدليات باقتناء بعض الأدوية التي يحوزون على كميات معتبرة منها في مخزونهم، مقابل تزويدهم بأدوية تعرف نقصا حادا، مواصلا قوله "يفرضون أن تقتني أدوية معينة مقابل 5 علب أنسولين مثلا" . وفي هذا السياق، طالبت نقابة الصيادلة الخواص من مصالح وزارة الصحة وإصلاح المستشفيات للتدخل والشروع في التحقيق مع الموزعين لكسر المضاربة، وبخصوص أدوية "الكابة" التي بدأت تشهد رواجا ونشاطا غير معهود في السوق الموازية موازاة مع أزمة ندرة الدواء، قال مناع إن هذه الأدوية غير مطابقة للمعايير الصيدلانية ومجهولة بالنسبة للصيادلة، خاصة أنها لا تخضع للمخبر الوطني لمراقبة الأدوية، لذلك لا يمكن الاعتراف بها، ناهيك عن الأخطار التي قد تشكلها هذه الأدوية، بما أنها مجهولة المصدر حتى لو نعرف أن مصدرها أصلي. ومن جهة أخرى، استغرب مناع لتوفير دواء ضروري كالأنسولين ب"الكوطة"، حيث قال إنه لا يوجد أي مبرر لنقص بعض الأدوية وانعدامها في السوق الوطنية خاصة الضرورية والتي تنتج محليا ك"الأنسولين".