استوقفتني حادثة للعاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز إثر إصدار قرار بإعفاء رئيس المراسيم الملكية من منصبه نتيجة صفعه وجه مصور صحفي كان بصدد تأدية مهامه. وهو القرار الذي سقط كالصاعقة على أحد الأمراء عندما أهان صحفيا على مباشر، ناعتا إياه بالأطرش. مواقف نبيلة لم نشهدها من قبل تستوجب منا إعلان الحداد لسنوات على الصمت الذي أطبق على صدورنا وعلى أقلام أهدرت حقوقها في التعبير عن آلام الشعوب، أقلام أرادت أن تحرر ذهنيات صناع القرار الذين وجدوا لخدمة الشعب لا الشعب في خدمة مصالحهم فسقطت في مستنقع الخيبة. أقلام اشتد سوادها جراء الحصار الممارس عليها فما عادت حرية الإعلام تصنع المعجزات فلا يزال الاعوجاج يلازم يومياتنا مادام الفساد غير وجهته فطال الإعلام فبات هذا الأخير أسير رغباته. وما استطاع باعتباره السلطة الرابعة تحقيق الأهداف التي سعى إليها وناضل لأجلها فدخل بذلك في مأزق تاريخي من الصعب الخروج منه. وانحرف عن مساره وعن مبادئه خوفا من القوى الرادعة. فقد أصبح رجل الإعلام يداس تحت الأقدام نتيجة خروجه عن صمته ليكشف عورات الفساد المتجذر... ليطرح السؤال ألم يكن الإعلام ولا يزال عين المجتمع التي لا تنام؟ ألم تتخذه القوى الكبرى في العالم وسيلة لإسقاط الدول العربية بما فيها العراق؟ نحن في الجزائر ورغم ضحايا العشرية السوداء التي خطفت منا أقوى الوجوه الإعلامية فمنها من سلبت حياته ومنها من سلبت منه الوطن فعاش غريبا في منفاه فإنها لم تمنح هؤلاء إلا عصا سحرية مزجت بين اللين والصلابة لتقوم اعوجاج بعض الأقلام التي لا تزال تقاوم رغم العقبات. وما نريد إلا الازدهار لإعلامنا وما توفيقنا إلا بالله.