عرفت ظاهرة حرق المقابر في ولاية معسكر، ارتفاعا مذهلا في الفترة الأخيرة إلى درجة دق ناقوس الخطر من قبل مصالح الحماية المدنية التي تدخلت عدة مرات لإخماد ألسنة اللهب بين قبور الموتى. وقد تجلى ذلك من خلال الأرقام المرعبة التي تم تسجيلها خلال الأسبوع الأخير أين تدخلت عناصر الحماية المدنية لإخماد النيران من مقبرة سيدي عثمان بمدينة تيغنيف، وتدخلت كذلك بمقبرة سيد عبد القادر بسيدي عبد المومن قرب المحمدية وكذلك بمقبرة سيدي الموفق وكذا مقبرة الهواء الجميل، حسب ما أكده الملازم الطاهر مهني المكلف بالإعلام بمديرية الحماية المدنية لولاية معسكر الذي دعا إلى التقيد بفضائل الإسلام الداعية إلى احترام الموتى. وقد ساعدت الحشائش والأوساخ والقاذورات المنتشرة بين القبور وأرجاء محيط المقبرة في الانتشار السريع لألسنة اللهب، محدثة بذلك انتهاكا صارخا لحرمة الموتى دون تحرك أي جهة. "الشروق" طافت ببعض مقابر مدينة معسكر أين أكد بعض من التقتهم أن الفعل العمدي هو العنصر الأكثر حضورا في عمليات الحرق هذه بدليل تكررها في نفس التوقيت ومن قبل نفس الأشخاص لأغراض يعرفونها وغالبا ما تكون التشويش على القائمين على حراسة المقبرة لكن الأدهى والأمر أن الفاعل دائما مجهول. هذه الظاهرة الغريبة عن المجتمع الإسلامي والجزائري آخذة في الانتشار مع ارتفاع درجات الحرارة دون تحرك الضمير أو الوازع الديني لهؤلاء المتسببين، كما أن كثرة الأوساخ والقمامات وانتشار الحشائش هو في حد ذاته انتهاك لحرمة الموتى، فالقبور غارقة في أمتار من الحشائش الضارة تتوسطها الأفاعي والحشرات. رئيس بلدية معسكر، عراب علي، أكد ل "الشروق" أنه ليس في وسع البلدية القيام بحملات عبر المقابر لذلك وجب على المواطن التدخل ولو بتنظيف كل واحد عند محيط قبر والده أو قريبه أو تنظيم حملات نظافة بصفة دورية للمقابر، مبديا استياءه من انتشار الظاهرة.