راسل سجناء مدانون في قضايا إرهاب، الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، وأبلغوه أنهم كانوا "ضحايا الفكر التكفيري المتشدد"، كما أقروا في الرسالة ذاتها أنهم استفادوا من "دروس المناصحة" التي أقيمت لهم من طرف مشايخ وأئمة، ودعوه بصفته القاضي الأول في البلاد إلى العفو عنهم، وتعميم المصالحة الوطنية لتشملهم. وقال الإمام يوسف مشرية ل"الشروق"، إنه تكفل بنقل الرسالة خلال قيامه قبل فترة ب"دروس مناصحة ومراجعة فكرية لفائدة السجناء المدانين في قضايا إرهاب، إلى رئاسة الجمهورية"، وحملت الرسالة، حسب محدثنا، "التأكيد أنهم ضحايا فكر متشدد ومغالطات، والتأكيد على استفادتهم من برامج المناصحة التي تمت، والدعوة إلى تفعيل قانون المصالحة، خاصة لبعض الفئات التي لم يشملها الميثاق". كما وجه بعض السجناء رسالة أخرى، دعوا من خلالها الرئيس بوتفليقة إلى العفو عنهم ل"دواع إنسانية"، خاصة المصابين بأمراض مزمنة، وهو الأمر الذي حصل مع سجين مسنّ وكفيف أفرج عنه. وأوضح مشرية، بشأن تصريحات القيادي السابق في الفيس المحل، الهاشمي سحنوني، أنه جرى تعيين مشرية من قبل وزارة الشؤون الدينية لرئاسة لجنة من أئمة لتقوم قريبا بالتوجه إلى السجون، ومحاورة السجناء المتهمين في قضايا تتعلق بالإرهاب، وذلك في سبيل إقناعهم بالعدول عن العمل المسلح، والتخلي عن أفكارهم ومواقفهم العدائية للبلاد، وأوضح قائلاً "ليس هنالك أمر رسمي في الخصوص، هذا مجرد تصريح من قبل سحنوني لا غير". لكن محدثنا، أكد أنه قاد قبل مدة رفقة مجموعة من الأئمة، سلسلة "مراجعات فكرية" لمدانين في قضايا إرهاب، شملت عددا من المؤسسات العقابية، وسجل مشرية أن السجناء أقرّوا بخطأ المفاهيم التي يحملونها، خاصة في جوانب الجهاد والتكفير والحاكمية والخلافة.. وتلك المفاهيم تكوّنت لديهم، اعتمادا على كتب سيد قطب والظواهري وأبو قتادة والمقدسي، وبعض المواقع الإلكترونية. وعما سمعه منهم، أكد مشرية، أن 99 بالمئة من السجناء، قد استجابوا للدروس والمناقشة، وتبادل الآراء، وأقروا أنهم كانوا على خطأ، خاصة وأنهم غير متكونين في العلوم الشرعية، وأن انخراطهم مع الجماعات الإرهابية، كان بدافع العاطفة، خاصة بعد ما جرى في أفغانستان والعراق، وسجل مشرية أن السجناء قد تعهدوا للأئمة بالاستقامة بعد خروجهم من السجن.