سحنوني: حطاب يستحق أن يعامل مثل مدني مزراق تسلّم وزير الدولة عبد العزيز بلخادم رسالة من أمير الجماعة السلفية سابقا، حسان حطاب، وتعهد برفعها إلى رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة. وتعبّر الرسالة عن استياء حطاب بسبب إحالته على القضاء للتحقيق معه، بينما كان يتوقع إبطال المتابعة ضده على خلفية انخراطه الميداني في مسعى المصالحة. علمت ''الخبر'' من مصدر مسؤول أن عبد العزيز بلخادم استقبل مجموعة من خمسة أشخاص بمقر حزب جبهة التحرير الوطني بالعاصمة، وتلقى منهم عدة رسائل كتبها أشخاص يقضون عقوبات طويلة بالسجن. واستلم أيضا رسالة من حسان حطاب أمير الجماعة السلفية للدعوة والقتال سابقا، تتضمن تذمرا من إحالة ملفه على القضاء في وقت كان ينتظر، حسب ما جاء في الرسالة، إلغاء كل أشكال المتابعة ضده على إثر دخوله في سياسة المصالحة والترويج لها ميدانيا، عن طريق بيانات ونداءات إلى رفاقه وأتباعه في العمل المسلح. وأفاد المصدر بأن المجموعة التقت بلخادم من موقعه ممثلا شخصيا لرئيس الجمهورية، وعلى أساس ذلك طلبت منه رفع الرسائل إلى عبد العزيز بوتفليقة. وتتكون المجموعة من الهاشمي سحنوني، أحد مؤسسي الجبهة الإسلامية للإنقاذ وواحد من قيادييها السابقين وعبد الفتاح زيراوي مسؤول ما يعرف ب''الصحوة الحرة لأبناء مساجد الجزائر''، وهو احد نشطاء الإنقاذ سابقا. زيادة على أهم رفيقين لحطاب هما أبو الشريف أبو زكرياء، عضو الهيئة الشرعية بالجماعة السلفية سابقا وأحد مؤسسي التنظيم (يعرف أكثر ب''طبيب الجماعة'')، وأبو عمر عبد البر مسؤول الهيئة الإعلامية بالجماعة سابقا. أما الشخص الخامس، فيدعى أبو مهاجر وهو من قدامى الجماعة الإسلامية المسلحة. وقد أكد الهاشمي سحنوني، في اتصال هاتفي مع ''الخبر''، عقد اللقاء مع عبد العزيز بلخادم الذي جرى منذ أيام ودام أكثر من ساعة. وقال بخصوص ما جرى مع ممثل رئيس الجمهورية ''بصفتنا أعضاء في المبادرة السلمية المتعلقة بالمصالحة، التقينا السيد بلخادم بناء على طلب منا، وجمعنا به حديث عن المصالحة ومجرياتها في الميدان. وقد أظهر بلخادم اهتماما كبيرا بالموضوع، وأوضح بأن نجاح المصالحة وإبعاد العراقيل عنها يستدعيان تعاون الجميع''. وأضاف الشيخ الكفيف بشأن تفاصيل اللقاء ''أبدى بلخادم تفاؤلا بخصوص مساعينا في إطار تفعيل المبادرة السلمية، وقال لنا اعتبروني واحدا منكم في الخطوات التي تقومون بها من أجل السلم''. وخرج الخمسة من مكتب أمين عام الأفالان بعد أن سلموه رسائل كثيرة لمساجين، أكثرهم يقضون عقوبة السجن بسبب تهمة الإرهاب، وضمّت الرسائل خطابا من حسان حطاب المعروف ب''أبي حمزة''، إلى رئيس الجمهورية. وأوضح سحنوني أن بلخادم تعهد بتسليمها إلى المعني بها. وعن مضمون رسالة حطاب، ذكر سحنوني ''هو يرى نفسه أنه لا يستحق الوضعية التي آل إليها''، يقصد استجوابه من طرف قاضي التحقيق مطلع مارس الماضي، ووضعه في ''إقامة مؤمَنة'' استحدثتها أمرية رئاسية. وذكر سحنوني أن حطاب ''قلق جدا من موضوع إحالته على قاضي التحقيق، فهو رجل مصالحة وكان من المفروض أن يعامل مثل مدني مزراق على الأقل''، في إشارة إلى أن ''أبي حمزة'' كان يتوقع استفادته من عفو رئاسي طالما أنه توقف عن السلاح طوعا وسلم نفسه للسلطات (سبتمبر 2007). وتعرض حطاب للتهديد بالتصفية من طرف ''القاعدة''، بسبب نداءاته لوقف الإرهاب. وتضمنت الرسائل الأخرى، حالة سجين بالبرواقية يدعى عبد القادر بن يمينة حكم عليه بالإعدام عام 1993، وسجين آخر اسمه محمد خديمي وثالث اسمه شمس الدين خوالد وهؤلاء ناشدوا بوتفليقة إصدار عفو في حقهم. ويوجد ضمن الحالات، حميد مباركي المتهم الرئيسي في قضية تمرد مساجين سركاجي 1995 المدان بالسجن مدى الحياة.