تبرّأ مساجين إسلاميون من مساع يقودها الهاشمي سحنوني، أحد قيادات ''الجبهة الإسلامية للإنقاذ'' المحلة، والشيخ عبد الفتاح زيراوي. وأعلن المساجين من جهة أخرى أنهم ''بصدد مراجعات فكرية ودراسات منهجية تقرّب لنا مفاهيم كانت عنا بعيدة''. قال مساجين إسلاميون إنهم يرفضون وساطة بينهم وبين الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، على خلفية مساع يقودها إسلاميان بارزان انخرطا في الدعوة للمصالحة في سياق وقف الإرهاب، الهاشمي سحنوني، أحد قيادات ''الجبهة الإسلامية للإنقاذ'' المحلة، والداعية السلفي عبد الفتاح زيراوي، ويعلنان من خلالها أن ''الرئيس يستعد للعفو عن آلاف المساجين''. وذكر مساجين في بيان حصلت ''الخبر'' على نسخة منه بعنوان ''بيان حقيقة ودفع إيهام''، يقولون فيه ''نبرأ إلى الله وإلى الأمة وإلى الوطن من مساومات أمثالهم ومتاجرتهم بمأساتنا''. وتعلن الرسالة، في السياق، عن مراجعات فكرية لمساجين إسلاميين: ''فنحن بصدد مراجعات فكرية ودراسات منهجية تقرّب لنا مفاهيم كانت عنا بعيدة، وتبيّن لنا مناهج كانت عنا غائبة''. وتضيف الرسالة الموقعة في ال30 من ماي الفارط قول ''مساجين المأساة الوطنية'' أننا: ''فنرجو بعدها (المراجعات الفكرية) تصويب ما أخطأنا فيه وتصحيح ما غلطنا فيه، ولا نريد أن نكون ممن قال فيهم (كلما ردوا إلى الفتنة أركسوا فيها)''. وتتهم الرسالة كلا من سحنوني وزيراوي ب''المتاجرة باسم المساجين''، فتقول: ''في هذه الظروف الدقيقة التي تجتازها البلاد، وفي هذه الأزمة الحالكة والتي عقدها الطمع، وفي هذه المأساة التي أخذت الصغير قبل الكبير والمرأة قبل الرجل والمثقف قبل الجاهل، نتوجه، نحن المسجونين، ببيان حقيقة ودفع إيهام إلى من يريدون الاصطياد في الماء العكر والمتاجرة باسم المساجين لتحقيق مآربهم الخاصة''. وقبل أيام عرض الهاشمي سحنوني مبادرة يلفت فيها إلى: ''تعهد المساجين بترك العمل المسلح والتخلي عنه نهائيا''، وتقول إنهم: ''تعهدوا بالتخلي عن العنف والانخراط في ميثاق السلم والمصالحة في البلاد، وتدعيم أهل المبادرة السلمية ومساندة وتزكية ما جاء في المقترحات الشرعية للخروج من الأزمة الجزائرية''، ثم أعلن عن قرب إطلاق سراح آلاف المساجين، ولكن الوزير الأول، أحمد أويحيى، نفى فيما بعد وجود أي مشروع في هذا السياق، رغم ترويج سحنوني، في حديث سابق مع ''الخبر''، ما سماه ''اتفاقا بين بوتفليقة وأجهزة الأمن''. وتتهم الرسالة أصحاب المبادرة بإخفاء مشروع حزبي أو جمعوي، في إشارة إلى سعي سحنوني لتأسيس ''جمعية خيرية''، فتشير: ''هؤلاء القوم قطعوا الأعوام الطوال في الأقوال والجدال، وتعليل الأمة بالخيال ومجموع هذا يسمونه سياسة شرعية، فلما فحصنا هذا وقارنا مقدماته بنتائجه لم نجده إلا تمهيدا للجمعيات ووسائل لإعادة أقاليم الحزبيات وما يتبعها من خصائص وامتيازات''. وتتبرأ الرسالة من المسعى ''لهذا وذاك نبرأ إلى الله وإلى الأمة وإلى الوطن.. فلا نريد وساطة بيننا وبين الرئيس عبد العزيز بوتفليقة.. فنحن بصدد مراجعات فكرية ودراسات منهجية تقرّب لنا مفاهيم كانت عنا بعيدة''.