كشفت صحيفة التايمز البريطانية، الثلاثاء، عن قيام إيران بتجنيد مرتزقة شيعة من أفغانستانوباكستان للقتال في سوريا مع قوات الرئيس السوري بشار الأسد ضد فصائل المعارضة المسلحة. وتنفق إيران آلاف الدولارات لجلب المقاتلين الشيعة لضمان بقاء الأسد في السلطة. ونقلت الصحيفة عن زعماء جماعات شيعية في العاصمة الأفغانية كابول قولهم، إن السفارة الإيرانية في كابول تمنح شهرياً تأشيرات دخول للمئات من الرجال الشيعة الراغبين في القتال في سوريا. كما يقوم موقع باللغة الأردية على الإنترنت بالتجنيد في باكستان ويعد بتقديم 3000 دولار للراغبين في الانضمام، وفقاً للتايمز. وأشارت الصحيفة إلى أن بعض المحللين يقدرون أن نحو 5000 أفغاني وباكستاني يقاتلون الآن إلى جانب القوات السورية التي تواجه مسلحين أكثر تنظيماً تمولهم تركيا والسعودية وقطر، وأن إيران هي المزود الأساسي بالسلاح والمقاتلين والتمويل للرئيس الأسد. وتركز عمليات التجنيد في أفغانستان على أقلية الهزارة الشيعية التي طالما عانت الاضطهاد. ويقول أحد قادة الشيعة في كابول، إن الدافع الأساسي للانضمام هو البطالة بالإضافة إلى الدوافع الدينية. وقالت الصحيفة، إن بعض المجندين جاءوا من صفوف المهاجرين الأفغان غير الشرعيين في إيران والذين يصل عددهم إلى نحو المليونين. ويقول مسلحو المعارضة في سوريا، إنهم يقتلون أو يأسرون المزيد من المقاتلين الأفغان والباكستانيين، وإن بعض من وقع منهم في الأسر جنوبيسوريا منذ أسبوعين قالوا إنهم كانوا ضمن وحدة ضمت 600 أفغاني. ونقلت التايمز عن الرائد عصام الريس، المتحدث باسم مسلحي المعارضة السورية في جنوب البلاد، قوله: "نواجه في الشهور الأربعة الأخيرة نحو 80 في المائة من الأجانب و20 في المائة من السوريين". ويقول قائد المسلحين المعارضين للرئيس الأسد في درعا، إنه خلال هجوم الشهر الماضي كان معظم من يواجهونهم من الأفغان. وبث مسلحو المعارضة في إدلب مقطع فيديو قالوا إنه يصور أربعة أسرى من الهزارة الشيعة الأفغان. وفي مقطع فيديو قال أحد المراهقين، إنه تطوع للقتال دفاعاً عن مقام السيدة زينب حفيدة النبي محمد - صلى الله عليه وسلم - في سوريا. وتقول مصادر، إن التجنيد في أفغانستان يتم في المدارس الشيعية والمراكز الاجتماعية التي تمولها إيران في جامعة خاتم النبيين. كما أن هناك مراكز للتجنيد في بايمان وسط أفغانستان وفي مدينة حيرات بالقرب من الحدود الإيرانية. كما بثت محطة تليفزيون "أفق" المرتبطة بالحرس الثوري الإيراني برنامجاً يصور المقاتلين الأفغان في سوريا، ويمتدح علي رضا تافسولي الذي كان يقود لواء الفاطميين الذي يتألف من مرتزقة أفغان، وقتل جنوبيسوريا. وتسعى إيران جاهدة للحيلولة دون انهيار قوات النظام السوري منذ بداية الانتفاضة في سوريا في مارس 2011، وانضمت وحدات متمرسة من حزب الله اللبناني للقتال إلى جانب الأسد منذ عام 2012، تبعهم بعد ذلك الإيرانيونوالعراقيون والأفغانيون والباكستانيون واليمنيون، أي الشيعة من كافة الأصقاع ممن يعتمد عليهم النظام باطراد. ومع سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" على أرض واسعة في العراق في منتصف 2014، عاد كل العراقيين تقريباً إلى بلادهم، وينحصر دورهم في إدارة العمليات خلف الكواليس عوضاً عن القتال بأنفسهم.