عجزت الروائية الجزائرية بوخلاط نادية المتوجة مؤخرا بجائزة أحسن رواية بمسابقة "همسة الدولية للآداب والفنون" عن السفر إلى القاهرة لتسلم الجائزة، لا لسبب سوى أنّ إمكانياتها المادية المحدودة حالت دون تسلمها الدرع الفخري، وكذا حصولها على فرصة ذهبية لنشر روايتها. اتصلنا بالروائية لنرصد آخر تحضيراتها قبل السفر لمصر لحضور حفل التتويج المرتقب تنظيمه أواخر شهر أوت المقبل، لكن كانت الصدمة كبيرة حين أكدت نادية أنها عجزت عن توفير ثمن التنقل إلى القاهرة وقد تفوّت على نفسها فرصة العمر، "هل يُعقل أن تُهمش شريحة المبدعين الذين يصنعون مجد الجزائر وشهرتها، في حين يتم إهدار الملايير على مهرجانات "فارغة"، الفن بريء منها" -علَقت- بوخلاط. وذكرت ابنة الباهية كيف تعاني في صمت رفقة والدتها المقعدة، في ظل غياب المعيل، ما جعلها تؤجل إتمام ثلة من المجموعات القصصية والروايات، طالما أنّها تكون مشغولة في رحلة البحث عن لقمة العيش رغم أنها تتقن اللغات العربية والفرنسية وحتى الإنجليزية، ولكن غياب فرص الشغل اللائق جعلها تقضي سنوات في العمل المرهق من دون نتيجة تقول نادية، مؤكدة أنها لم تتلق أي اتصال من لدن الجهات المسؤولة عن الثقافة منذ تتويجها بالجائزة الأولى رغم أنها شرّفت وهرانوالجزائر معا من بين المئات من المبدعين العرب، وتملك المبدعة بوخلاط مجموعة من القصص والروايات أهمها: "حجر الزاوية"، "منديل وذكريات" و"لالاهم"، أمّا آخر رواية هي التي تحصلت بفضلها على الجائزة الأولى والموسومة ب"امرأة من دخان" تروي جزء كبير من معاناتها رفقة عائلتها تحمل إسقاطا واقعيا على الأزمات التي تعيشها الفتاة الفقيرة.