تشهد مصلحة الاستعجالات بالمؤسسة الاستشفائية العمومية محمد بوضياف بورڤلة هذه الأيام، وضعية كارثية زادت من معاناة المرضى القاصدين ذات المرفق الطبي في حالات حرجة تستدعي التدخل العاجل، غير أن ما وقفت عليه "الشروق" غير ذلك، حيث يجب على المريض أن يكون في صحة جيدة كي يتهيأ جسديا ونفسيا لخوض المعركة للظفر بمعاينة الطبيب إن وجد هناك، وإلا سيعود من حيث أتى يتوجع بآلامه. عاشت"الشروق" ليلة أمس ساعات بمصلحة الاستعجالات بمستشفى محمد بوضياف بورڤلة، لتشهد معاناة المرضى الذين قصدوا المصلحة لتخفيف آلامهم ليجدوا أنفسهم في عملية بحث عن الطبيب إن وجد وإن تعذر ذلك تنتهي العملية بعراك، ساعة وصولنا إلى المصلحة كانت في حدود الساعة الثامنة ليلا لنتفاجأ بطوابير لا نهاية لها أمام قاعتي الفحص، لمواطنين ينتظرون معاينة الطبيب لهم، لكن دون جدوى لوجود طبيب عام واحد مناوب و06 ممرضين عاجزين على استيعاب العدد الهائل من المرضى الذين تجاوز عددهم 200 مريض ساعتها، بالإضافة إلى 12 آخرين تحت الرعاية الطبية بذات المصلحة. اقتربنا من قاعة الفحص لنجد القاعة عبارة عن مقهى وليس مكان للفحص إذ يوجد بها قرابة عشرة أشخاص منهم من كان جالسا على الأرض يتوجع من شدة الألم ومنهم من كان يحاول لفت نظر الطبيب له بالصراخ، وأخر يشد بمآزر الممرض يكاد يمزقه كي يعاينه، والغضب كان شعار جميع المرضى ومرافقيهم، والطبيب المناوب وكذا الممرضين، فحالة الفوضى والطوابير غير المنتهية لم تتوقف رغم مرور ثلاث ساعات، فالوقت كان يشير إلى العاشرة ونصف ليلا، بل زادت حدة صراخ المواطنين هناك، هذا يتألم من الأوجاع وأخر يتشاجر مع الممرض كي يتكفل بحالة مريضه، منهم من حاول حتى التهجم على أعوان الأمن هناك، عدنا من جديد إلى قاعة الفحص ونحن متيقنين أننا سنجد الأمر كما كان، وفعلا بقي الوضع على حاله. الصراصير والجرذان تغزوان المستشفى اقتربت"الشروق" من بعض المواطنين للحديث معهم عن أوضاع المستشفى المذكور، ريثما يعود الطبيب إلى قاعة الفحص التي بقيت أكثر من نصف ساعة خالية من الطاقم الطبي، ما عدا المرضى، فإذا بأحد الشباب وجدناه رفقة أخيه الصغير الذي كان يعاني من ألم على مستوى اليد يحدثنا عن النظافة الذي قال عنها إنها مشكل أخر يجب الحديث عنه مطولا، حيث قال بتعبيره البسيط أن الحشرات بالمستشفى لها شكل أخر ومن النوع الكبير على غرار الصراصير التي تطير والبعوض مع مختلف أنواع الناموس وكذا الجرذان، حيث زوّدنا هذا الأخير بفيديو من هاتفه النقال يبين وضعية جرد كبير يمشي على جدار إحدى قاعات مصلحة الاستعجالات بالمرفق الطبي المذكور، وهو الفيديو الذي تداولته صفحات الأنترنت قبل مدة. القدوم إلى المصلحة رفقة الحماية المدنية يُسهل الأمر
ما لفت انتباهنا بمصلحة الاستعجالات هو وجود رجال الحماية المدنية رفقة المرضى الذين يحضرونهم ومرافقتهم لهم تسهل نوعا ما من مهمة المريض الذي قد يتكفل الشبه طاقم بحالته في وقت قد لا يتجاوز الساعتين حسب ما شهدنا، حيث يحاول أعوان الحماية المدنية إقناع الطبيب بمعاينة المريض الذي جاء رفقتهم كي يغادروا، وإن فشلوا في ذلك يغادرون المكان، تاركين المريض يصارع أوجاعه لوحده، ولولا تدخل بعض الزوار هناك ومساعدتها على النهوض لتقدم إلى المعاينة، وبقي هناك طوال الليل.