نشرتنا في هذا العدد نبدأها من تقرير ساخن وصلنا من مراسلنا في مدينة طرابلس الليبية، حيث قال هذا الأخير أن فرحة الشعب الليبي باعتذار الإيطاليين عن سنوات (الضياع) للاستعمار المدمّر لا توصف، كما نقل لنا تمنيات بعض الإخوة الليبيين أن تصيب عدوى الاعتذار دولة فرنسا ورئيسها ساركوزي فلا نجده إلا وهو يحط (وينط) في مطار هواري بومدين الدولي وفي يده اليمنى رسالة اعتذار وباليسرى تعويضات مالية بالأورو أو يذبح أيضا لله ويصدّق لحم الطورو! * مراسلنا في ليبيا ختم رسالته بأن أبرق لنا على عجل خبر استعداد العاصمة طرابلس لزيارة وزيرة الخارجية الأمريكية كونوليزا رايس قريبا وقال إنها زيارة وداع قبل رحيلها من منصبها، علما أن مصادر أكدت أن الزيارة ستكون في الأسبوع الثالث من شهر سبتمبر، يعني قبل عيد الفطر، وفي رمضان مثلما هو توقيت زيارتها المتوقعة أيضا للجزائر! * وبناءً على هذا التقرير، اتصلنا في النشرة وعلى الفور بمعالي وزير الخارجية مراد مدلسي الذي رتبنا معه لقاء، وسألناه في البداية عن سرّ الاعتذار في ليبيا، فأجاب متسائلا: (وعلاه... هل قررت الشقيقة ليبيا الاعتذار لأنها صامت قبلنا بنهار؟!) أجبنا الوزير مصححين فورا (لا معاليك، نحن نقصد اعتذار ايطاليا للأخ العقيد عن سنوات الضياع)...ردّ الوزير: (آه سنوات الضياع... فعلا مسلسل شباب بصح مسلسل نور شباب عليه، لكن هذاك مسلسل تركي واش دخّل الشقيقة ليبيا ومعها ايطاليا في الموضوع!)... حينها عرفنا أن السيد مدلسي (راهو صايم نتاع الصح)، وفضلنا قطع البث المباشر حتى نشرح لمستشاره الخاص قضية الاعتذار، لكنه أخبرنا بعدم التطرق للموضوع بسبب الحساسية الليبية لكل شيء ننشره في قناة (ماعندناش وما يخصناش)! * حينها، قلنا للوزير (إذن معاليك، بالانتقال للموضوع الثاني، هل يمكن أن تكشف لنا عن بروتوكولات استقبال الوزيرة رايس في الجزائر خلال الأيام القادمة؟)... هنا عدّل الوزير نظارته بيده اليمنى وبحلق فينا جيدا ثم قال: (والله الآنسة رايس مرحب بها بكل الطرق والبروتوكولات، يكفي أنها المرة الأولى التي ستطأ فيها قدماها السمراوين أرض البلاد وأنا سأكون في استقبالها بشويا نتاع التمر والحليب)... قاطعنا الوزير فورا (لكن معاليك نحن في شهر رمضان، فكيف تعطيها التمر وماذا لو أعطتك حبة لتذوقه معها)، هنا نهض الوزير من مكانه وردّ غاضبا بعدما طلب قطع الإرسال (واش هذا السؤال، علاه قالولك عليّ مشتاق تمر، ومن بعد إذا كانت الآنسة رايس في قلبها شويّ دقلة نور ومعها مهند، واش يخصك أنت؟... ولاّ تعرف غير تشراك الفم وتقول للناس ماعندناش وماخصناش...(...)...) وهنا كان لابد أن ننهي لقاءنا العاصف مع وزير الخارجية حفاظا على ما تبقى من اللياقة الدبلوماسية! *