كشفت مصادر متطابقة ل"الشروق"، أن التنظيم الإرهابي المسمى "داعش"، فرع ليبيا، يستثمر في الأموال التي يتحصل عليها من تهريب المخدرات وتجارة الأسلحة، ونهب الخيرات الليبية والبنوك، لتجنيد مقاتلين في صفوفه وإغرائهم بالمال، خاصة من ليبيا وتونس ودول إفريقية، مستغلا الظروف الاجتماعية المزرية والفقر والحاجة للتغرير بهم. وتفيد أرقام حصلت عليها "الشروق" أن التنظيم الإرهابي في ليبيا بعد أن سيطر على سرت التي كانت تشكل مركزا مهما لنظام القذافي سابقا وبها العديد من المؤسسات المالية وخزائن الأموال، استولى على هذه المقرات وحولها إلى أوكار للإرهابيين بعد أن أفرغ خزائنها وسرق الأموال التي كانت بها، وهي في غالبها أموال مودعة من الدولة الليبية أو لفائدة رجال أعمال ليبيين. وتكشف الأرقام أن أمراء "داعش" يصرفون الأموال ببذخ على إرهابيي التنظيم، بعد انعدام القناعة الدينية لدى شريحة واسعة، ولجأوا إلى أسلوب الإغراء عن طريق المال وتأجير مرتزقة، من خلال منح "رواتب" كبيرة تصل إلى حدود 6000 دولار "لرتبة أمير"، وإن كان متزوجا تتحصل زوجته على 500 دولار شهريا، وكل واحد من أبنائه على 200 دولار، فيما يكون نصيب أو أجرة المقاتل الأعزب 1000دينار ليبي، وبين 2000 و3000 للمتزوجين حسب الأقدمية(..)! ويرى الأكاديمي الليبي عبد العزيز اغنية، أن "داعش" نهب أموالا كثيرة من ليبيا، خاصة من بنك سرت، كما انه يتلقى دعما كبيرا من بعض الأطراف الخارجية والداخلية، إضافة إلى علاقته بتهريب المخدرات، وسرقة النفط، ولم يكتف التنظيم الإرهابي بذلك حسب محدثنا، بل راح يفرض إتاوات على المواطنين وغرامات جزافية لأسباب تافهة، مشيرا إلى أن نائب الأمير في سرت ينحدر من سوسة التونسية يعيش كملك في ليبيا بأموال مسروقة، ويرفعون شعار "الدولة الإسلامية"(..)، ويتخذون الدين مطية لتحقيق مآربهم الخاصة، مشيرا إلى أن عددا من الضحايا الشباب البطال والذي يعيش ظروفا اقتصادية قاهرة ينخدع بهؤلاء حتى يتورط في الإجرام يصل مرحلة اللاعودة، وأكد اغنية أن التنظيم الإرهابي "داعش" يعمل على تشكيل جيش كبير من المقاتلين لتحقيق أهدافه التمددية في المنطقة، مشيرا إلى أن الخطر الحقيقي يتربص بتونس وبعض دول الجوار.