شُيعت زوال السبت، بمقبرة العالية جنازة الأم وابنيها الذين ذبحوا يوم الثامن سبتمبر الفارط، في ظروف غامضة بمقر سكناهم، حسب ما أثبته تقرير الطب الشرعي، وحضر الجنازة المهيبة أهل وأقارب الضحايا، بالإضافة إلى جموع غفيرة ممن أحسنت لهم الضحية "الأم" طيلة حياتها التي كانت حافلة بمحطات الإحسان والخير. * * * أخ الضحية: "علاقة الضحية بابنها "المتهم" كانت عادية جدا.. كأي أم وابنها" * * وخيّم الحزن على كامل حي بيت أهل الضحية "الأم" بباش جراح، حيث قدّم أهل وأقارب الضحايا التعازي بعد أن شُمع بيت الضحية لدواعي أمنية متعلقة بالتحقيق في مقتل الضحايا الثلاثة، وتعذر عليّنا محاورة والدة الضحية نتيجة تدهور صحة هذه الأخيرة إثر تلقيها خبر وفاة ابنتها وحفيديها، ليوضح لنا أخ الضحية بكلمات ترسمها آهات الحزن وملامح كلها آسى ولوعة "علاقة أختي رحمها الله بابنها "المتهم" كانت عادية جدا كعلاقة أي ابن بأمه.. والتقيت بها آخر مرة هي وأبناءها وكان من بينهم "هشام" الابن المتهم بذبح أمه وأخويه منذ ثلاث سنوات في فرنسا وأنا على اتصال دائم بها.. لا أدري ما حدث، لكن علاقة أختي بأبنائها كانت عادية جدا كأي عائلة جزائرية". وأضاف "وأظن أن كل ما يقال عن الجريمة في الوقت الحاضر لا يمكن الجزم به.. فالتحقيق لايزال جاريا ويبقى "هشام" ابنها وفقط.. نحن ننتظر نتائج التحقيق الأمني الذي يمكنه أن يكشف خيوط الجريمة ومن وراءها". * وكشف أحد أقارب الضحية أن ابن الضحية الأكبر و"المتهم" بذبحها أصيب بانهيار عصبي منذ أشهر، إلا أنه استعاد كامل عافيته النفسية والعقلية بعد أن تكفلت أمه بعرضه على أطباء ومختصين. وحسب ما جمعناه من محيط أهل الضحية، فإنها أدت فريضة الحج منذ أربع سنوات وعرفت بسيرتها الحسنة وحبها الكبير لمساعدة الآخرين، فضلا على أنها ساهمت في بناء أحد المساجد. * واهتزت مصلحة أمراض القلب بمستشفى نفيسة حمود "بارني" سابقا لخبر مقتل الضحية "ف.ب" وابنيها، خاصة وأنها كانت ذات شخصية اجتماعية وتسعد دائما لمساعدة الآخرين بشتى الطرق دون أن يطلب منها ذلك. وأكد زملاؤها في العمل أنها تتحدث بصفة مستمرة على أبنائها بصفة حسنة، خاصة ابنها الأكبر، باعتباره ابنها بالتبني، حيث تأسف جميع عمال المصلحة لخبر مقتلها وابنيها الذي نزل عليهم كالصاعقة، على حد تعبيرهم.