أقدم مواطنون بحي زلواز الشمالي بمدينة جانت بولاية إيليزي، ليلة الجمعة إلى السبت، على تفريغ نفايات منازلهم وسط الطريق الرئيسي، لإعاقة الحركة ولفت انتباه المسؤولين لذات المشكلة التي استعصى حلها، رغم كل التدابير المتخذة، والأموال المخصصة للعملية خارج أطر المصالح البلدية المختصة في رفع النفايات المنزلية. ومنحت للبلديات مبالغ مالية لتكليف الخواص برفع النفايات المنزلية، وفق إجراءات تعاقدية بين البلديات والمقاولين، لكن الوضع بقي على نفس المنوال، ما أفرز حالة من عدم الرضى وسط المواطنين، الذين اتهموا البلديات بالاستثمار في عمليات غير مجدية بينها رفع النفايات التي منحت للخواص. ويعزز هذا الأمر ما ذهبت إليه جمعيات محلية بأحياء الجزيرة، اغوم، والميهان، بمدينة جانت قبل أيام، برفعها رسالة جماعية للوالي المنتدب للمقاطعة الإدارية لجانت، تحوز الشروق نسخة منها، تطالب بالتدخل والتحقيق في صدقية عملية رفع النفايات المنزلية بتلك الأحياء، بعد أن عانى المواطنون من ظاهرة التأخر واللامبالاة من طرف المقاولات المعنية بعملية رفع النفايات ونقلها نحو المفرغات العمومية. أين ذهبت ال 4 ملايير المخصصة للنظافة سيدي الوالي؟ في ظل التخبط الذي تعيشه بلديات ولاية إيليزي، في ملف تسيير النفايات وتنظيف المدن، والتي خرجت تماما عن سيطرتها، عرفت الدورة الأخيرة للمجلس الشعبي الولائي، مداخلة نارية من طرف قادة مفيصل، عضو المجلس الشعبي الولائي، الذي سأل الوالي في العديد من النقاط التي جعلت القاعة تصمت تحت تأثير بعض الحقائق المثيرة في تسيير بعض القطاعات بالولاية، بينها سؤال مفاده "أين ذهبت ال 4 ملايير سيدي الوالي المخصصة للنظافة" قاصدا بذلك المبلغ الذي خصص للبلديات ضمن التعاقد مع الخواص، ورغم ذلك يفيد ذات المنتخب، مدن الولاية تعيش كارثة حقيقية في تسيير النفايات المنزلية داخل الأحياء، حتى أن هذا الرقم، أذهل الوالي، الذي قاطع المتدخل لطلب توضيحات عن الموضوع، حيث أضاف ذات المنتخب أن حملات النظافة يجب أن تبقى استثناء مادامت الدولة تصرف أموالا على العملية. وفي المحصلة تؤكد وضعية تسيير النفايات المنزلية بالولاية بجميع بلدياتها عن ضعف كبير في التحكم، وهذا مرتبط بنوعية تسيير البلديات، وضعف تأطيرها، وغياب الجدية من طرف بعض رؤساء البلديات، الذين لا يبدوا أن الأمر يحتل حيزا مهما في يومياتهم، بدليل أن أغلب مظاهر القذارة والأوساخ، يمرون عليها ذهابا وإيابا، ولم تتخذ بشأنها إجراءات جدية، ناهيك عن الوضعية البائسة التي تعيشها المناطق العميقة لأحياء بلديات الولاية التي لا يصلها المسؤولون والمنتخبون على مختلف درجاتهم، وكلها تراكمات، دفعت بالمواطن للتصرف بطريقة غير مألوفة، من قبيل تفريغ براميل النفايات وسط الطريق الرئيسي تحديا للمسؤولين.