تشهد مدينة الوادي وضعا بيئيا شبه كارثي، ساهم فيه انتشار مختلف النشاطات الفوضوية القريبة وداخل النسيج العمراني، دون ترخيص مسبق من طرف الجهات المعنية، والذي انتشر في الآونة الأخيرة بشكل رهيب، بسبب غياب المراقبة التي تعد منعدمة في بعض الجهات من قبل المخوّل لهم قانونا مكافحة هذه الظواهر السلبية، مما سمح لأصحابها الذين لا يفكرون سوى في كيفية جمع المال بواسطة مضاعفة نشاطهم دون اللجوء والتفكير في سلامة وصحة المواطن الذي يبقى يتكبد مرارة ما يحدث من تجاوزات في الميدان. ويعد انتشار الإسطبلات بالقرب من النسيج العمراني، وكذا بداخلها في بلديات الولاية، من بين الأسباب المؤدية إلى تعفن البيئة إلى جانب أمور أخرى منها الغبار المتصاعد وغياب الرش في مختلف الطرقات وغيرها، من الأسباب التي تساهم في وجود وانبعاث الروائح الكريهة من الإسطبلات، التي تتصاعد وتزداد حدّة بمجرد ارتفاع نسبة الحرارة في الصيف، وتتضاعف أيضا عند حلول فصل الشتاء نتيجة تبلل فضلات الحيوانات، الذي يقوم هؤلاء بتربيتها منها الأبقار والأغنام، لاسيما في ظل عدم القيام بالنظافة بصفة دائمة ومستمرة داخل مقراتها من قبل أصحابها، رغم الطلبات الكثيرة التي تصلهم من أجل نقاوة المكان وتفادي تضرر جيرانهم. وقالت مصادر للشروق اليومي في هذا الشأن، إنّ الكثير من المواطنين خصوصا منهم الذين يعانون من بعض الأمراض المزمنة، في صورة الشيوخ وكذا الأطفال الصغار والرضع قد تأثروا كثيرا بهذه الظاهرة السلبية، والممارسات الخطيرة التي تعرفها أغلب مناطق المدينة، منذ مدّة قبل أن تصبح الآن تمارس بشكل كثيف من قبل بعض المواطنين، قد تضرروا بشكل كبير بإصابتهم ببعض الأمراض الخطيرة، منها صعوبة التنفس والحساسية الموسمية، والحكة الدائمة، وظهور بعض البقع الحمراء لدى بعض المواطنين، التي رشحها الكثير منهم أنّها تعود إلى الحكة المستمرة لبعض كبار السن، وكذا الإغماء المفاجئ بالنسبة للنساء الحوامل، وهو ما يؤكد تصاعد وتقدم نسبة تأثير هذه الآفة على حياة المواطن في مدينة الوادي . وفي ذات الإطار جددّ الكثير من سكان البلديات لولاية الوادي، رفع انشغالهم عبر الشروق اليومي، في محاولة لتحسيس جميع المسؤولين المحليين عبر البلديات وكذا السلطات الوصية، اقتحام الميدان بقوّة والشروع في مكافحة هذه الآفة الخطيرة من جذورها قبل فوات الأوان، في ظل عدم شعور هؤلاء الممارسين بالمسؤولية الكاملة، رغم كثرة النداءات عن طريق الوساطة من أفراد المجتمع وكبار السن، وكذا أئمة المساجد عبر الدروس المسائية وخلال خطبة الجمعة، التي لم تجد نفعا أمام تصلب وتعنت هؤلاء الممارسين للنشاط الفوضوي، دون مراعاة الخطورة وما تخلفه من أضرار جسمانية وسط أفراد المجتمع.