قضت، في ساعة متأخرة من ليلة الأربعاء، جنايات سكيكدة بإدانة جماعة أشرار ملثمة، مكونة من أربعة أفراد ينشط ضمنها متقاعد عسكري يبلغ من العمر 36 سنة، وحفيد الضحية الذي لم يتجاوز عمره 19 سنة، والثالث عمره 21 سنة، وآخر في سن الثاني، ينحدرون جميعا من بلدية تمالوس، بالسجن النافد لمدة 3 سنوات لكل واحد منهم، وذلك بعد متابعتهم جميعا بجناية تكوين جمعية أشرار بهدف الإعداد لارتكاب الجنايات، وجناية السرقة المقترنة بظروف الليل والتعدد واستحضار مركبة، والتي طالت منزل خال أحد المتهمين الضحية "ب، ع، د" القاطن بقرية تاغراس، ببلدية بين الويدان، غرب ولاية سكيكدة. وتعود حيثيات القضية إلى العشر الأواخر لشهر رمضان الماضي، الموافق لليلة الثامن جويلية، حينما التقى حفيد الضحية بعد تناوله الفطور بحي بلاسكة ببلدية تمالوس بقية المتهمين، ودار بينهم حديث حول عدم شرائهم كسوة العيد فاقترح عليهم التوجه إلى مسكن خاله لإحضار خاتم من عند زوجة خاله بعد ايهامها بأن والدته هي من طلبت إحضاره لها، ثم توجهوا على متن سيارة العسكري المتقاعد من الجيش، حيث اتفقوا معه على مبلغ 700دج مقابل نقلهم، أين سلكوا الطريق الاجتنابي الرابط بين تمالوس وقرية تاغراس عبر فج الجمعة دون المرور على بلدية بين الويدان تفاديا لمصالح الدرك، ولدى وصولهم اغتنمت العصابة توجه الضحية إلى المسجد لصلاة التراويح واقتحم أفرادها مسكنه، حاملين السكاكين والسيوف والخناجر. كما قام أحدهم بجمع الأطفال الصغار والنساء والعجائز في بهو المسكن، مهددين إياهم بالسكاكين والسيوف، حيث وضع خنجرا على رقبة طفل لم يتجاوز عمره 3 سنوات، فيما أمسك الآخر تلميذة في المتوسط تبلغ من العمر 15 سنة من شعرها واضعا السكين حول رقبتها مهددا إياها بالقتل، كما سأل الثالث والدتهما عن مكان وجود المجوهرات والأموال، حيث صعد إلى غرفة النوم، واستولى على مبلغ مالي قدره 120 ألف دج، وصندوق به مجوهرات تصل قيمتها المالية إلى حدود 200 مليون سنتيم ثم لاذوا بالفرار، سالكين طريق الغابة والأحراش تم الطريق العمومي المؤدي لبلدية بين الويدان ولدى وصولهم جلسوا بإحدى المقاهي إلى أن تناولوا وجبة السحور، تم توجهوا إلى مقر إقامتهم بتمالوس عبر حافلة لنقل المسافرين، وعند وصولهم قاموا بإخفاء المسروقات، مع العلم أنه وبعد انتشار خبر السرقة اعترض 4 أشخاص كانوا يحملون العصي سبيل السيارة من نوع طويوطا ياريس التي كان يقودها العسكري، أين سلكت طريقا جبليا يسمى مزيودا باتجاه قرية فج الجمعة للوصول إلى مقر الإقامة بتمالوس، وأمام المدرسة الابتدائية للقرية تم توقيف السيارة، وعند الاستفسار معه خلوا سبيله لأنه أخبرهم أنه كان في زيارة صديقه القاطن ببلدية بين الويدان. وخلال جلسة المحاكمة صرح سائق السيارة العسكري المتقاعد أنه بعد الإفطار تقدم منه المتهمون الثلاثة وطلبوا منه نقلهم إلى قرية تاغراس مقابل 700 دج، حيث أخبره ابن أخت الضحية أنه على موعد مع فتاة من تلك القرية، حيث أوصلهم وعاد إلى بين الويدان أين التقى صديقه، وأضاف أنه نقلهم مرتين الأولى قبل الواقعة والثانية يومها، كما نفى التهمة الموجهة إليه لأنه لم يكن يعلم أنهم متوجهين للسرقة، فيما نفى المتهمان الآخران ما نسب إليهما وصرحا بأن حفيد الضحية هو من اقتحم مسكن خاله لإحضار خاتم من ذهب لوالدته من عند زوجة خاله، وعندما سمعا صراخ النسوة هربا خوفا من إصابتهما بمكروه. من جهتها النيابة العامة أكدت في تدخلها أن أركان التهمة ثابتة بدليل تصريحات البعض منهم وتناقضها في بعض الأحيان وشهادة الشهود وتعرفهم على الفاعلين، والتمست في حقهم جميعا 15 سنة سجنا. من جهته دفاعهم، طالب بانتفاء وجه الدعوى على سائق السيارة، وتخفيف العقوبة للبقية، وبعد فترة المداولة خفض الحكم إلى 3 سنوات للجميع.