في غياب رجال فتوى في الجزائر، ممن يفتحون ملفات فقهية ما تزال تثير جدلا كبيرا، وفي غياب الشيخ فركوس الذي لم يطل بفتواه إلا في ثلاث مناسبات فقط طوال عام 2015، كانت الوجهة كالعادة إلى الخليج العربي ومصر وحتى في بلاد الشام والعراق، حيث بنت "داعش" شبه دولتها ب"مجامع فقهية" تطلق الفتوى في المناسبات العسكرية والسياسية التي تراها مناسبة، وخاصة خلال شهر رمضان الماضي، حيث أطلقت فتاوى لم تقتصر على القول، وإنما باشرت في تطبيقها، مثل تحريم خروج المرأة الصائمة، من بيتها مهما كان السبب، إذ تم بث فيديوهات لنساء تعرضن للجلد بسبب خروجهن في رمضان في سوريا والعراق. كما حرّم "فقهاء" "داعش" استعمال الفايس بوك، وهددوا بقتل كل من يلجأ إليه حتى ولو كان ذلك من باب الدردشة فقط خلال أيام الصيام، أما عجلة الفتوى فمازالت تسارع الزمن في مصر على وجه الخصوص، ووجدت في صمت السلطة اتجاهها ذريعة، ولا يكاد يمرّ يوم دون أن يطل مفتي الديار المصرية السابق علي جمعة بفتوى جديدة يثير بها جدلا كبيرا بين ضاحك وثائر ومتعجب من المستوى الذي بلغته الفتوى في مصر، وكان قد فاجأ في فيفري الماضي الأوساط الفقهية بفتوى قال فيها إن الزنا ليس حراما، وعاد ليقول بعد ذلك، إن المقصود من كلامه، هو أن التحريم لم يرد في القرآن الكريم بلفظ قطعي . وقال الدكتور، محمد أبو عاصين وهو عميد كلية الدراسات العليا بجامعة الأزهر، إن الزوجة من حقها أن تضرب زوجها ضربا مبرحا، إذا لم ينصفها القضاء أو الأهل، ثم فاجأ أستاذ الفقه المقارن بنفس الجامعة، جموع المسلمين، بفتواه، بإباحة الأضحية في عيد النحر بالطيور، من ديكة ودجاج وديك الهند، بالنسبة للفقراء، ولكن بعض الفتاوى جاوزت الحدود مثل تلك التي أطلقها مبروك عطية عبر قناة "الآم.بي.سي"، عندما قال إنه لا يحق للزوج محاسبة زوجته إذا وجدها بين أحضان رجل آخر على فراشه الزوجي، لأن الأمر قضية بين المرأة الخائنة وربها، حسبه.