نفت حركة مجتمع السلم وجود استقالات جماعية أو نزيف في صفوفها باتجاه الحركة المنشقة ''الدعوة والتغيير''. واعتبر بيان حمس أن ما يروج له في بعض وسائل الإعلام ليس إلا مجرد إشاعات مبالغا فيها وهي مجرد جعجعة بلا طحين حصرتها حمس في خانة الحرب النفسية المراد ممارستها على قواعد الحركة ومناضليها لزعزعة استقرارهم وإيهام الرأي العام بأن عقد حمس قد انفرط. والحقيقة أن الذين أعلنوا رفضهم قواعد الديمقراطية منذ الساعات الأولى للمؤتمر هم من لايزالون ينفخون في أشرعة الحرب النفسية عبر وسائل الإعلام. وفيما دعت حمس إلى التحري في التعامل مع الخبر، أكد بيان الحركة أن الانشقاق عن الأحزاب ليس بدعة في حمس، خاصة أن الظاهرة كانت قد شملت كل الأحزاب الجزائرية، وأن حمس قد شهدت من قبل انشقاقا وانسحابا من صفوفها في عهد المؤسس الأول الراحل محفوظ نحناح دون أن تتزعزع الحركة ولا تتوقف عن سيرها وحركيتها قبل أن يتبين للمغادرين خطأ ما أقدموا عليه. وأوضح محمد جمعة، الموقّع على بيان الحركة باعتباره المكلف بالإعلام، أن نسبة 3 في المائة التي تحدث عنها رئيس الحركة في الملتقى الوطني للهياكل هي ذاتها النسبة التي عارضت شرعية المؤتمر، وهي التي رفضت الامتثال لقواعد الديمقراطية التي احتكم إليها مناضلو الحركة. وأضاف جمعة أن أزيد من 1500 منتخب لايزالون أوفياء للشرعية بشقيها التنظيمي والسياسي في الحركة، مشيرا إلى أن عددا قليلا من المنتخبين من اختاروا الانسحاب من الحركة. وأضاف جمعة أن أبواب حمس لاتزال مفتوحة لكل من يريد العودة إلى صفوفها معززا ومكرما قبل أن تتخذ القرارات الانضباطية مجراها الطبيعي. من جانب آخر، يرى محللون أن جماعة الدعوة تريد أن تلعب على حرب الأرقام لاستنزاف القيادة الحالية لحمس وإرهاقها في أعمدة الصحف مما يجعلها في حالة دفاع مستديم، وإحراجها أمام السلطة والرأي العام وتصويرها كمن يفقد المواقع والمناضلين. وهنا لاحظوا تركيز جماعة الدعوة على الأرقام وتضخيمها وتكريرها مع تغيير العناوين والسياقات للاستفادة من الخبطات الإعلامية واستثمارها في المعركة الدائرة مع سلطاني. من جهته نفى أمس نعمان لعور، الأمين الوطني للتنظيم والمتابعة بحركة مجتمع السلم، تلقيه أي رسائل استقالة من منتخبي الحركة في الولايات التي أعلنت تمردها على القيادة الحالية، وقال ''نحن سمعنا كغيرنا عن هذه الاستقالات عبر أعمدة الصحافة، ولم تصلنا لحد الساعة أي منها بصفة رسمية''. لكنه شكك بالمقابل في حقيقة الأرقام التي تناولتها وسائل الإعلام في الآونة الأخيرة بخصوص عدد المنتخبين الذين أعلنوا انسحابهم من الحركة وانضمامهم إلى جماعة ''الدعوة والتغير''، وقال إنها أرقام ''غير مؤكدة ومشكوك في صحتها''، ذاكرا أنه أجرى اتصالات مع عدد من منتخبي حمس بهذه الولايات نفوا أي علاقة لهم بموضوع الاستقالة الجماعية التي حاولت جماعة مناصرة تضخيم حجمها، مضيفا ''هناك مجموعة من الأفراد كنا نعتقد أنهم معنيون بالقضية بسبب مواقفهم خلال الأزمة، نفوا بعد اتصالنا بهم التوقيع على أي بيان بهذا الشأن'' . وتحدى لعور من وصفهم ''بالمهرجين إعلاميا'' أن تكون لهم الجرأة في طرح أسماء المستقيلين أمام مؤسسات الحركة وتقديم البرهان الذي يثبت صحة الأرقام المقدمة، وقلل لعور المسؤول مباشرة عن شؤون التنظيم والانخراط في حمس، من حجم تأثير هذه الاستقالات على خارطة تمثيل حمس داخل الهيئات المحلية المنتخبة، مشيرا إلى أن انسحاب منتخبين من عناصر الحركة في ولاية بومرداس أو غيرها، إن صح ذلك، لن يكون تأثيره بالحجم الذي يريد البعض تصويره، باعتبار أن صصانسحاب العدد المذكور من المنتخبين لا يمثل شيئا كبيرا أمام حجم التمثيل الذي تحظى به الحركة في المجالس البلدية والولائية المقدرة بأكثر من 1800منتخب''.