عبر سكان بلدية حد الصحاري بالجلفة عن سخطهم من تردي الخدمات الصحية بالعيادة المتعددة الخدمات الصحية، وكذا قاعات العلاج سواء تلك المتواجدة بتراب البلدية أو خارجها، بسبب انعدام مختلف الإمكانيات الضرورية التي من شأنها التخفيف من حدة المعاناة الصحية والنفسية للمرضى، في ظل افتقارها لأدنى المستلزمات والتجهيزات الصحية مقارنة بالتوافد الكبير للمرضى يوميا. هذا الوضع أدى إلى تدني الخدمات ودفع ببعض المرضى للتنقل إلى المستشفيات المتواجدة بالمناطق المجاورة، خاصة في ظل انعدام التأطير الطبي في عدة تخصصات. وقد أكد سكان المنطقة بأن النساء الحوامل يجدن صعوبة كبيرة في إجراء الفحوصات وتلقي العلاج اللازم، نتيجة عدم توفر العيادة على أخصائيين في أمراض النساء والتوليد واقتصار عمل القابلات على التوليد فقط، كما أن العدد المحدود للأطباء والمستلزمات والتجهيزات الصحية المتواجدة بالعيادة لا تكفي مقارنة بالتوافد الكبير للمرضى يوميا، وهو ما أدى إلى تدني الخدمات ودفع ببعض المرضى إلى التنقل للمراكز الصحية المتواجدة بالمناطق المجاورة، كما أدى تكليف عامل بالساعات لإدارة وتسيير العيادة المتعددة الخدمات الصحية إلى خلق فوضى كبيرة داخل العيادة وكذا بقاعات العلاج نتيجة عدم قدرته على التحكم في الأطباء وشبه الطبيين وكذا أعوان الأمن، حيث أن الزائر للعيادة يلاحظ سوء التنظيم الذي تؤكده الطوابير الكبيرة للمرضى. وقد تقدم عديد المواطنين إلى كل من رئيس المجلس البلدي ورئيس دائرة حد الصحاري بعدة شكاوى تفيد بعدم تلقيهم للعلاج، إضافة إلى رفض بعض الممرضين لإعطائهم الحقن، ما استدعى تدخلها لدى كل من مدير المؤسسة العمومية للصحة الجوارية بعين وسارة وكذا مدير الصحة من أجل وضع حد لمعاناة المرضى وتعيين مسير كفء للعيادة لكن دون جدوى.
لا سيارة إسعاف ولا وحدة تصفية الدم ووعود مدير الصحة في خبر كان وكان مدير الصحة والسكان لولاية الجلفة قد وعد بعد أحداث الحرق والتخريب التي عرفتها بلدية حد الصحاري والتي تم خلالها تخريب كل من مصلحة الاستعجالات الطبية ومصلحة الولادة بالعيادة المتعددة الخدمات الصحية احتجاجا على تردي الخدمات الصحية بأنه سيتم تزويد العيادة بسيارة إسعاف قبل نهاية شهر أكتوبر من سنة 2014 بعد انتهاء إجراءات الصفقة الخاصة باقتناء عدد من سيارات الإسعاف، غير أن إدارة المؤسسة العمومية للصحة الجوارية اكتفت بتصليح محرك سيارة الإسعاف القديمة بمبلغ مالي يقدر بأكثر من 45 مليون سنتيم، وهو المبلغ الذي يفوق تكلفة محرك جديد بجميع لوازمه، كما وعد بأنه سيتم إنجاز مصلحة لتصفية الدم من أجل الحد من معاناة مرضى القصور الكلوي الذين يتنقلون إلى مستشفى عين وسارة من أجل تصفية الدم، إضافة إلى إنجاز مستشفى 60 سريرا بالمنطقة فور استلامه من الوزارة الوصية، إلا أنها بقيت وعودا دون أن يتجسد ولو الحد الأدنى منها على أرض الواقع. من جهتنا حاولنا الاتصال بمدير المؤسسة العمومية للصحة الجوارية لعين وسارة من أجل أخذ رأيه في الموضوع إلا أننا لم نتمكن من ذلك.