يجزم نائب الرئيس السوري السابق والمنشق عن النظام، عبد الحليم خدام، عدم جدوى اللقاء الذي يجمع وفديْ النظام السور والمعارضة في جنيف السويسرية، بإحراز أي تقدم، ويصف اللقاء بأنه مضيعة للوقت تمكِّن الأسد من الاستمرار في القتل، وروسيا من تنفيذ مخططه، ويبدي المتحدث في هذا الحوار مع "الشروق" أسفا لما أسماه "دعم الجزائر لنظام الأسد". برأيك، ماذا يمكن أن يحقق لقاء جنيف الجديد بين وفدي النظام والمعارضة؟ الحوار أو الاجتماع الذي لم يتم، في جنيف السويسرية، ليست له أي قيمة على الإطلاق، وما هو سوى عبارة عن لقاء لعب بين الدول الكبرى، للتهرب من مسؤولياتها في حماية شعب يقتل ويذبح من مجرم مجنون . نتذكر انه منذ شهر جويلية 2012، عُقد مؤتمر سمي "جنيف 1" حضرته عددٌ من الدول الغربية والعربية، وأقروا وثيقة سميت "وثيقة جنيف"، لم يتحقق منها شيء، ولم ينفذ منها شيء، وعُقد بعد ذلك لقاء "جنيف 2"، ولم يصدر من المؤتمر أي شيء جدي. بعد كل هذه اللقاءات، أستطيع القول وبكل يقين إن ما تم مجرد ألاعيب للدول الكبرى على حساب الشعوب المغلوبة على أمرها، وفي جانب آخر ستعطي هذه اللقاءات للأسد مزيدا من الوقت في قتل السوريين، ولروسيا الوقت كذلك لتنفيذ خططها. ماهي مخرجات الحوار إذن؟ المسؤول عن استمرار المأساة التي تمر بها سوريا، هي الدول الكبرى، وخاصة دائمة العضوية في مجلس الأمن، نرى الشعب السوري يذبح طيلة 5 سنوات كاملة، ومجلس الأمن لم يتحرك إلا في الفترة الأخيرة، وعوض أن يتخذ قراراً بمحاكمة المجرم بشار الأسد على القتل والتدمير والتهجير، نجدهم وضعوا الأسد كعنصر أساسي للحل في سوريا. الآن لم تعد المسألة، سورية وطنية فقط، بل مسألة دول، بعض الدول العربية تقف إلى جانب الشعب السوري، وأخرى إلى جانب النظام السوري، كحال النظام الجزائري، وهذا يؤسفني للغاية. ما تفضلتم به يعني أن الحل في سوريا يستلزم بالضرورة إبعاد الأسد؟ طبعا، يا أخي هذا قاتل مجرم أنهى حياة 300 ألف مواطن سوري، دمر بلد بأكمله، أي مكان له؟ مكانه المحكمة، أنتم في الجزائر دفعتم مليوناً ونصف مليون شهيد في ثورتكم ضد المستعمر الفرنسي، حتى لا تبقى فرنسا في بلدكم، أما بشار فهو أسوأ من أي مستعمر، ولهذا لا مكان له في الخارطة المستقبلية لسوريا. في الطرف الآخر، المعارضة لا تزال هشّة ضعيفة مترددة، والأخطر من هذا أن لكل طرف منها ولاءً لنظام ما يدعمها سواء أكان عربيا أو غربيا؟ هنالك جزءٌ من الحقيقة فيما تفضلت به، المعارضة أخطأت في كثير من توجهاتها، وبالأساس كان علها أن تتّحد، وهذا لم يحدث للأسف، والنتيجة أنهم أصبحوا مجموعات مجموعات، حاولوا التوحد لكن الأمر غير كاف، الشعب السوري ظُلم من الخارج ومن الداخل، أنا أناشد إخواننا السوريين بأن يبتعدوا عن الطموحات السياسية والحزبية، وأن يضعوا هدفهم الأسمى والوحيد إنقاذ سوريا، وبالتالي كان من المفترض أن يعمل السوريون كل حسب طاقته للتوحد، مع ضرورة أن يكون شعارهم واحدا كما قلت آنفا إنقاذ سوريا والشعب السوري. هل حضور المعارضة إلى مؤتمر جنيف، من الأخطاء؟ لو رفضت المعارضة الحضور لكان أفضل، حتى يكون الحوار سورياً خالصاً، وليس فرض أسماء من الجانب الروسي الذي يمثله في الحقيقة وفدُ النظام بالاسم فقط، خاصة وأني قلت في بداية الحديث إنه لا توجد مفاوضاتٌ حقيقية حاليا في جنيف، في ظل وجود أطراف متعددة يتنقل بينها الوسيط الدولي ليستمع إليها، فيما لا توجد طاولة مفاوضات حقيقية يتم خلالها كشف الحقائق أمام المجتمع الدولي.