اتهّم الشيخ الداعية "عمار محجوبي"، الجمعة، وزير الشؤون الدينية والأوقاف "محمد عيسى" بما سماه "التضييق"، وتسائل عما إذا كان للأمر صلة برفضه استضافة "مفتي البراميل السوري"، في حادثة أتت بعد أسبوعين عن الضجيج الذي أفرزته إهانة العالم الجليل "الطاهر آيت علجت". في رسالة وجّهها "محجوبي" إلى "عيسى" ونشرها على صفحته في شبكة (فيسبوك)، وجّه الإمام المتقاعد والأستاذ السابق على مستوى وزارة الشؤون الدينية والأوقاف، عدة انتقادات إلى المسؤول الحالي عن القطاع، مستغربا إصدار مصالح "عيسى" أمرا بمنعه من التدريس في مساجد العاصمة وغيرها، وعقّب منبّها الوزير: "المساجد باقية وأنت ذاهب كغيرك".
صليت بزروال وبوتفليقة لم يهضم "محجوبي" الحظر رغم ارتباطه بالمساجد منذ العام 1978، وتاريخه العريق في القطاع على مدار الثلاثة عقود الأخيرة، منوّها: "كنت إماما للمسجد الكبير في عهد مراني وشطرا من عهد غلام الله وصليت العيد مرات بالرئيسين اليامين زروال وعبد العزيز بوتفليقة"، مثلما أشار إلى مواظبته على الإمامة والنهوض بمهامه كمفتش الشؤون الدينية للتعليم المسجدي وكمدير فرعي للإرشاد الديني، كما أحال "محجوبي" على تكليفه قبل سنوات من الدولة الجزائرية بمحاربة الإرهاب رفقة الأستاذ "محمد الأمين بكراوي". وركّز الإمام الخطيب السابق في مسجد "أبي عبيدة ابن جراح" بضاحية "باش جرّاح"، على أنّه أحيل على التقاعد بطلب منه في سن ال 54، وكشف عن فقدانه بصره بعد عام من مغادرته الوزارة، وعلّق: "حمدت الله على ذلك لأنني لو فقدته وأنا بين أظهركم لنالني من العنت ما لا يعلمه إلا الله".
لحوم العلماء مسمومة اتهمّ "محجوبي" الوزير الحالي ب "الضلوع في إبعاده عن الإمامة في المسجد الكبير زمن الوزير السابق "بوعبد الله غلام الله"، وهو ما أثار غضب الأخير. وربط "محجوبي" ما يحصل به بواقعة "آيت علجت"، وخاطب الوزير: "إذا كان آلمك أننا انتصرنا للشيخ آيت علجت، فإنّ لحوم العلماء مسمومة".
استضافة "مفتي البراميل" عيب حذّر "محجوبي مما سماه "تسليط السفهاء على الصالحين"، ولم يفصل منعه من التدريس المسجدي مع اختلافه مع الوزير بشأن استضافة "مفتي البراميل السوري"، وتابع: "إذا كان آلمك أني اختلفت معك في استضافة مفتي البراميل السوري فإني لفخور بذلك، بكل بساطة لأنه من العيب أن نستدعي مفتي البراميل ليعلم الجزائريين الوسطية والاعتدال"، منتهيا: "وإن عدتم عدنا". حادثة "محجوبي" أتت لتدق مسمارا إضافيا بعد كل الجدل الذي نجم عن إهانة العالم الجليل "الطاهر آيت علجت" إثر تجميد منحته "المتواضعة"، وما ترتب عن ذلك من وصف المجلس الوطني المستقل للأئمة لموقف الوزير ب"العاري من كل مصداقية في تحمل المسؤوليات"، بسبب ما قال إنه "سوء التقدير وتبييت النية المفضي إلى إهانة الأئمة".