وهران لم تسلم من حملات التبشير نظرت الثلاثاء، محكمة عين الترك بوهران، في قضيّة خطيرة تتعلّق بالإساءة إلى الاسلام وتهديد شاب خرج من صفوف المسيحية من طرف مجموعة تمارس التبشير بالولاية منذ سنة 1998، كشف الضحيّة وهو طالب جامعي بمعهد الشريعة، "للشروق" حقائق جدّ مثيرة حول أساليب التبشير ومخطّطات استقطاب الشباب انطلاقا من أحد معاقل المسيحيين الإنجيليين بالغرب وهو "بيت الرجاء" بمنطقة بوزفيل بعين الترك، الذي قضى به مدّة ثلاث سنوات في كنف المسيحية. * * التماس 3 سنوات حبسا نافذا لثلاثة مسيحيين ينشطون بكنيسة في عين الترك بوهران * * التمس الثلاثاء، وكيل الجمهورية بمحكمة عين الترك، تسليط عقوبة 3 سنوات حبسا نافذا وغرامة مالية قدرها 50 ألف دج ضدّ ثلاثة مسيحيين متّهمين بالإساءة إلى الإسلام والرسول الكريم وتهديد الضحيّة بعد ارتداده عنهم، وذلك في الجلسة الثانية بعد ما تمّ تأجيل الفصل في هذه القضيّة في الجلسة الأولى المنعقدة بتاريخ 15 جويلية الماضي، وقد أثارت هذه المحاكمة مشاعر جميع الحضور المسلمين الذين أبدوا تفاعلهم داخل القاعة، كما ميّز المحاكمة كذلك حضور مجموعة من المسيحيين لمؤازرة أصدقائهم المتّهمين، وقد شرع قاضي الجلسة في الاستماع إليهم في حدود الساعة العاشرة صباحا، وكذا الشأن بالنسبة للضحيّة الذي أدلى بتصريحات مثيرة وخطيرة في نفس الوقت حول نشاط هذه التنظيمات في المنطقة. * "ش.العيد" ينحدر من منطقة عين تادلس بمستغانم، طالب جامعي مسجّل بالمعهد العالي للحضارة الإسلامية بوهران، بعد أن حصل على شهادة البكالوريا في سنة 2006، قال بأنّه لم يتمكّن من مزاولة دراسته على الرغم من تسجيله لسنتين متواليتين، بسبب التهديدات التي كان يتلقّاها من المسيحيين، ليضطّر في أعقاب ذلك وبعد أن وصل إلى باب مسدود ولم يتمكّن من التخلّص من ضغوطات هذه الجماعة، إلى تقديم شكوى لدى مصالح الأمن ورفع دعوى قضائية ضدّ ثلاثة متّهمين يدعون على التوالي "أ. يوسف" الحاصل على جنسية بريطانية كون زوجته من نفس البلد ويملك عدّة مساكن على مستوى دول أوروبية مثل اسبانيا، حسب تصريحات الضحيّة الذي حصل على هذه الحقائق من خلال معاشرته لهم طيلة ثلاثة سنوات، إضافة إلى امتلاكه لفيلا بمنطقة بوزفيل بعين الترك ويعدّ رئيس الطائفة الإنجيلية الخمسينية في الجزائر والناطق باسم الطائفة الإنجيلية المسيحية الجزائرية في الخارج ويلّقب كذلك ب "بابا الإنجيليين" في الجزائر، والمتّهم الثاني هو "ر.حميد" الذي ينحدر من منطقة القبائل، قال الضحيّة أنّه كان يعيش في فقر مدقع بولايته ليتحوّل فجأة إلى شريك ليوسف في امتلاك مقّر الكنيسة أو "بيت الرجاء" المتواجد على مستوى بوزفيل، بعد ما اشترى هذه القطعة الأرضية أمريكي، ويعدّ نائبا ليوسف، أمّا المتّهم الثالث فيدعى "رشيد. ص" وهو مكلّف بالتبشير، إضافة لذلك ذكر الضحيّة أثناء جلسة المحاكمة أنّ متّهمين آخرين لم يتّم استدعاءهما وهما اسبانية تدعى "كارمن" وسويدي يدعى "دانيال ستران" وينتمي الجميع إلى منظّمة عالمية خطيرة تعرف باسم "OM"، أي عملية الحركة ترتكز على شعار "حان وقت الربّ في الجزائر"، والتي أصدرت وثيقة سريّة في سنة 2005، تدعو إلى تكثيف النشاط التبشيري، ويضيف الضحيّة أنّه استطاع الحصول على وثيقة سريّة تتضمّن المخطّطات وعدد المتنصّرين الجدد بالجزائر، تمّ إرسالها من طرف المجموعة إلى الخارج، وعن أسباب رفعه للدعوى القضائية ضدّهم، أكّد أنّه كان يتلّقى مكالمات هاتفية ورسائل "أس أم أس" تهديدية بعد خروجه من "بيت الرجاء"، واعتناقه للإسلام مجدّدا، وعن كيفية دخوله إلى المسيحية ورحلة 3 سنوات وسط الإنجيليين، يروي العيد. * * أجر شهري ب 6 آلاف دج، تكفّل تام بالمبيت والإطعام ووعود بسفريات إلى الخارج * * صرّح الضحيّة "للشروق"، أنّ سنّه لم يكن يتجاوز 18 حين اعتناقه للمسيحية، حيث اتّصل به شخص يدعى إدريس من العاصمة، وقال له أنّه حصل على رقم هاتفه من أصدقاء له أجانب، كان العيد يراسلهم، مؤكّدا له أنّه يريد أن يقيم علاقة صداقة معه، وبالتدريج صرّح له أنّه مسيحي الديانة، وأنّه في خطر إذا ما واصل اعتناقه للإسلام، مستندا في إقناعه له إلى جملة من الآيات بالكتاب المقدّس إلى درجة أنّه طلب منه حفظ بعض الآيات والاستعانة بها في اجتياز امتحان شهادة البكالوريا، "لكنّها لم تنفعني في شيء"، يقول العيد، ثمّ عرض عليه اعتناق الديانة المسيحية، ليتّصل به بعدها شخص يدعى "رشيد.ص" من ولاية وهران وعرض عليه نفس الأمر، حيث وجّهت له دعوة للمشاركة في مخيّم صيفي لمدّة أسبوع بعين الترك، وكان هذا المخيّم هو نفسه الكنيسة أو ما يعرف ب "بيت الرجاء" ببوزفيل، إذ تفاجأ العيد بحضور عدد هائل من الشباب وانبهر بالمكان الذي صرّح أنّه يحتوي على عدّة غرف للمبيت وأخرى تحت الأرض ومطعمين ومجموعة من المكتبات التي تتناول المسيحية وتشوّه صورة الإسلام، واستوديو للتصوير والتسجيل السمعي البصري، مضيفا أنّ هذا الأخير كان يستخدم لإعداد برامج تبثّ على قناة الحياة المسيحية، وكان هذا المخيّم يدعى "مخيّم المؤمنين الجدد"، أي أنّه خاصّ بحديثي العهد بالنصرانية، ومن خلال احتكاكه بالمشاركين كانوا يروون له قصصهم حول تخلّيهم عن الإسلام واعتناقهم للمسيحية، وخلال هذا الأسبوع ذكر الضحيّة أنّهم كانوا يتلّقون دروسا وتعاليم عن المسيحية بحضور أجانب أوروبيين وأمريكيين، وكان الأسبوع الدراسي المركّز تحت إشراف أمريكي ومغربي، ثمّ عرض عليه بعد ذلك المكوث ببيت الرجاء والحصول مقابل ذلك على أجر شهري قدره 6 آلاف دج، إضافة على التكفّل بجميع مصاريف المبيت والمأكل والمشرب والملبس، "كما كنّا نقتسم مبالغ مالية في بعض الأحيان بغضّ النظر عن الأجرة الشهرية، وكنّا نفاجأ بملابس جديدة وهدايا ووعدونا بسفريات ورحلات إلى الخارج.."، وبعد ذلك اقترح عليه "بابا الإنجيليين" يوسف، أن يقوم بسنة تكوينية، إذ حصل على شهادة من مدرسة "تيموثاوس" للتلمذة وتكوين الخدام، بعد أن خضع لدورة تعليمية تكوينية من شهر أكتوبر 2003 إلى غاية ماي 2004، مضيفا أنّ هذه الدورة شارك فيها إلى جانب ثلاثة آخرين من بينهم المدعو "ه.سفيان" المتابع حاليا في قضيّة تبشير بمنطقة القبائل، واثنان آخران من تيزي وزو، وتمّ توزيع الشهادات "حصلت الشروق على نسخة منها" في حفل بحيّ "الجنّة" بعين الترك. * خلال التقائه بالمشاركين بمخيّم "المؤمنون الجدد"، وحسب رواياتهم له، تفاجأ العيد بسلفيين كانوا متمسّكين بالدين الإسلامي تحوّلوا بعد إقناعهم من قبل المبشّرين إلى مسيحيين، ومن خلال التربّصات التي كان يجريها الضحيّة برفقة الثلاثة الآخرين، اكتشف أنّ المدعو "عادل.ف" وهو مبشّر بعنابة استقبلهم ببيته، كان عضوا نشيطا في "الفيس" المحلّ ودخل السجن، ليتحوّل إلى نشاط التبشير بعد ذلك، حيث كان متخصّصا في الاسلاميات أو كشف حقيقة الإسلام حسب ما كان يقال لهم، وخلال السنوات الثلاث التي قضاها العيد في كنف المسيحية كان مكلّفا بالتبشير بداية بأهله، إذ كان يطلب منهم الخروج إلى الشارع والقيام بذلك، وترك كتيبات إنجيل لوقا بمقاهي الأنترنيت ومخادع الهاتف العمومية، وأوكلت للضحيّة مهمّة تعليم عائلة ألمانية العربية، وترجمة الإنجيل إلى لهجة الغرب، كما تمّ تكوينه في الإعلام الآلي للقيام بعدّة وظائف أخرى، مضيفا أنّ آخرين كانوا يتربّصون بقبرص والأردن، كما أنّ بيت الرجاء يضمّ قسما خاصّا بالأخوات كذلك، وبعد أن إكتشف العيد حقيقتهم وتاب تمّ طرده وطلب منه الإعتذار مجددّا من خلال الاتصال به والرجوع إلى المسيحية، ليتّم تهديده بعد ذلك، وقد نفى المتّهمون الثلاثة ما نسب إليهم من تهم، مصرّحين أنّهم كانوا يقومون بتعاليم دينهم بصورة علنية وأنّ مصالح الأمن كانت تتردّد عليهم.