عبّر الرئيس بوتفليقة عن أمله في أن تنتهي جولات الحوار السوري بجنيف إلى حل الأزمة بما يحفظ وحدة سورية واستقرارها، وحرص بوتفليقة في برقية بعث بها إلى نظيره السوري بشار الأسد على توصيفه ب"الأخ العزيز". أبدى الرئيس بوتفليقة، اهتماما بالغا بالأوضاع المزرية التي تعرفها سوريا، وكتب للأسد، في رسالة بعث بها، أمس، بمناسبة عيد الاستقلال، "أغتنم هذه المناسبة لأعبر عن اهتمامنا وانشغالنا البالغين بالأوضاع التي تمر بها سورية الشقيقة، آملين أن تفضي جولات الحوار السوري بجنيف إلى حل للأزمة بما يحفظ وحدة سوريا واستقرارها وسيادتها، ويلبي طموحات الشعب السوري الشقيق في إعادة البناء والتشييد في كنف التلاحم والتوافق الوطني ". وتعد الجزائر من الدول العربية القليلة التي أبقت علاقتها الدبلوماسية مع نظام بشار الأسد، منذ بداية الحراك الشعبي هنالك بداية العام 2011، ورغم تدهور الأوضاع، لم يغادر السفير الجزائري في دمشق صالح بوشة مقر السفارة، بل رافع لصواب الموقف الجزائري من الأزمة السورية، وقال في حوار بث قبل فترة لوكالة الأنباء السورية "موقف الجزائر من سورية كان ثابتا وواضحا منذ بداية الأزمة، إذ دعمت وحدة سورية... "ما تتعرض له سورية هدفه إضعافها وثنيها عن مواقفها القومية، فالجزائر رفضت القرارات الدولية المسيسة لتعليق عضويتها للنيل منها ومن سيادتها، والتدخل في شؤونها الداخلية". وتجلى الدعم الجزائري لنظام الأسد، في القمة العربية التي أقيمت بالدوحة القطرية عام 2013، عندما رفضت منح مقعد سوريا، إلى الائتلاف السوري المعارض ممثلة في رئيسها معاذ الخطيب، وهو موقف قد العراق ولبنان فقط، وكان ذلك إيذانا ب"قطيعة نسبية" بين الجزائر والأنظمة الخليجية التي تخاصم الأسد. ورغم الهوة التي أحدثها الموقف الجزائري من الأزمة السورية، مع عدد من الأنظمة العربية، لم يشكل لها هذا "حرجا"، بل أكدت على مواقفها تجاه دمشق، حيث استقبل السنة الماضية مفتي النظام السوري الشيخ بدر حسون، بل استمرت إقامته لأسبوع كامل، وأعادت الجزائر الكرة، ورفعت السقف عاليا باستقبالها رأس الدبلوماسية السورية ممثلة في وزير الخارجية وليد المعلم، الذي لم يزر خلال الأزمة التي تعرفها بلاده سوى روسيا وإيران والصين وسلطنة عمان، وأحدثت الزيارة ردود فعل قوية وخارجية، دفعت الرئيس بوتفليقة، إلى إيفاد مستشاره الطيب بلعيز، إلى المملكة العربية السعودية، لتوضيح موقف الجزائر الثابتة، وظهر أن دمشق قد "استشعرت الموقف" الذي صارت عليه الجزائر، وهو ما عبر عنه نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد بعد عودته إلى بلاده "لا نريد أن نحمل الجزائر أكثر مما تحمل".