حمّلت، الإثنين، عائلة الضحية بولمعيز سليمان 50 سنة، الذي انتحر شنقا في الحروش جنوبسكيكدة بحر الأسبوع الماضي، ديوان الترقية والتسيير العقاري، والسلطات البلدية والدائرية ومصلحة النظافة بالحروش، بولاية سكيكدة، سبب إقدام الضحية على الانتحار، حيث تجاهلوا طلبه بإصلاح قنوات الصرف الصحي التي صبّت في بيتهم أزيد من شهر، ما جعل عائلته تعاني الأمرين وتقضي حاجتها في الأكياس. كشفت أرملة الضحية السيدة خميسة كحول، أن زوجها الذي لا يعاني من أي مشاكل نفسية، اتصل بالمصالح المذكورة منذ أواخر شهر مارس الماضي، من أجل التدخل العاجل لإصلاح قنوات صرف المياه القذرة التي تكسرت داخل منزله الكائن على مستوى الطابق الأرضي للعمارة الواقعة بحي المقبرة المسيحية بالحروش وأغرقت البيت، حيث أصبحت حسبها الحياة لا تطاق داخل المسكن وتهدد صحة أفراد العائلة، جراء الروائح الكريهة المنبعثة مند أكثر من 32 يوما، حيث قام حسب شكوى تحصلت "الشروق اليومي" على نسخة منها، موقعة من طرف المرحوم أرسلها إلى مصلحة الأوبيجي، هذه الأخيرة تنقلت في البداية إلى عين المكان وقامت بترقيعات سطحية بدون جدوى، وما زاد الطين بلة هي كثرة المياه العكرة والراكدة داخل منزل الضحية إلى يومنا هذا، ما تطلب من الضحية استخراج الفضلات الصلبة يدويا بواسطة الدلاء البلاستيكية، رغم إلحاحه الشديد عليهم بضرورة إصلاح قنوات الصرف الصحي، التي تصب مباشرة داخل منزله، الأمر الذي انعكس سلبا على أفراد عائلته البالغ عددهم 8 أفراد والذين خضعوا لفحوصات مخبرية جراء تدهور حالتهم الصحية. كما تنقل صبيحة الحادثة إلى وسط المدينة واشترى فطور الصباح للعائلة، ثم عاد ليتوجه إلى مقر ديوان الترقية والتسيير العقاري بالحروش، حاملا في يده آخر شكوى يطلب من خلالها ويتوسّل مصالحهم التدخل العاجل لتصليح قنوات الصرف الصحي بمنزله، الذي تنبعث منه ليلا ونهارا روائح كريهة وأخبرهم بأنه ومنذ نهاية مارس الماضي، وهي معطلة ما جعله وعائلته يستعملون لقضاء حاجاتهم الدلاء والأكياس البلاستيكية أو الاستنجاد بمراحيض الجيران لقضاء حاجاتهم البيولوجية، ورمي الفضلات خارج المنزل، كما أن الجلوس داخله حسب تصريحات العائلة وما وقفنا عليه أمس خلال زيارتنا للمسكن، مستحيل، جراء الروائح الكريهة التي لا تطاق ولا تحتمل، والعائلة تجهل مغزى الحديث الذي دار بينه وبين مسؤولي الاوبيجي، وبعد صلاة الظهر سمعت العائلة بانتحاره شنقا، بعد أن ملّ من الوعود الكاذبة حسب زوجته وأولاده المتمثلة في إصلاح قنوات الصرف الصحي، ليضع حدا لحياته من هول المياه القذرة، التي تغمر المنزل ليلا ونهارا، خاصة عند فتح الجيران للحنفيات، وكان الضحية في البداية حسب أولاده يظن أن الأمر عادي جدا لكن عندما فتح مقعد المرحاض تفاجأ من هول الحادثة حيث إن الأبناء الثمانية منهم من توقف عن الدراسة لصعوبة مراجعة الدروس والظروف المزرية لعائلته ومنهم من غادر إلى عوائل أخرى، خاصة البنت الكبرى التي رفضت الالتحاق بالجامعة، كما رفع انشغاله حسب تصريحات زوجته لكل المسؤولين على مستوى البلدية والدائرة ومصلحة النظافة، وديوان الترقية والتسيير العقاري.