أعلنت إيران، الخميس، مقاطعتها لشعيرة الحج لهذا العام، مبررة موقفها برفض السعودية تلبية شروطها بشأن مواطنيها الحجاج، فيما يرى خبراء سعوديون، أن طهران تسعى إلى تشويه صورة السعودية أمام المجتمع الإيراني، وترغب في استغلال ملف هذه الشعيرة الدينية لتحقيق ذلك. وأعلن وزير الثقافة الإيراني علي جنتي، أن "الظروف غير مهيأة" ليؤدي الإيرانيون الحج إلى مكةالمكرمة في نهاية الصيف". وقال جنتي في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية، إن "الظروف غير مهيأة وفات الأوان الآن"، متهماً السعودية بعرقلة جلسات تنظيم الحج بين البلدين.
أربعة خطوط حمراء وتجاهل الجانب السعودي 20 مقترحاً وأربعة خطوط حمراء كانت طهران قد تقدمت بها في وقت سابق تتعلق بحج الإيرانيين، وفقاً لجنتي. والخطوط الحمراء الأربعة، بحسب رئيس مؤسسة الحج والزيارة الإيراني سعيد أوحدي، تدور حول الاستفادة من أسطول الملاحة الجوية الإيرانية، وطريقة إصدار تأشيرات الزيارة، والاستفادة من الخدمات القنصلية، والحفاظ على كرامة وأمن الحاج الإيرانيين"، على حد قوله. وقال جنتي، إن "رئيس منظمة الحج عقد أربع جلسات مع وزير الحج السعودي ولم توافق الرياض على مقترحاتنا بشأن التأشيرة والنقل الجوي وتوفير أمن الحجاج". وأضاف أن "المسؤولين السعوديين لم يعدوا بمنح التأشيرة للحجاج الإيرانيين ورأوا أنه على الحجاج الإيرانيين التوجه إلى بلد ثالث للحصول على التأشيرة ما يشير إلى عدم توفر الظروف لأداء مناسك الحج". طرف ثالث من جانبه، قال محمد السلمي مدير مركز الخليج العربي للدراسات الإيرانية، لموقع "هافينغتون بوست عربي" تعقيباً على التصريحات الإيرانية، إن طهران تحاول وضع العراقيل وتسعى للخروج من المأزق من خلال الرمي بالكره في الملعب السعودي. وأضاف السلمي، أن موقف الرياض كان واضحاً منذ البداية، وأعلنت أن التأشيرات الخاصة بالحجاج الإيرانيين يمكن الحصول عليها عن طريق طرف ثالث بسبب عدم وجود علاقات دبلوماسية بين البلدين، وهذا الأمر متعارف عليه دولياً. واعتبر السلمي، أن إيران تسعى إلى تشويه صورة السعودية أمام المجتمع الإيراني ولذا ترغب في استغلال ملف هذه الشعيرة الدينية لتحقيق ذلك. وكان رئيس مؤسسة الحج والزيارة الإيراني قد أعلن، في 18 أفريل الماضي، أن إيران والسعودية توصلتا إلى اتفاق حول "أمن حجاج هذا العام"، ولكنه أشار إلى أن ما وصفه ب"مشكلة تأشيرات دخول الإيرانيين إلى السعودية" لا تزال قائمة. من جهتها، أكدت وزارة الحج السعودية في حينه استضافة وفد مكتب حجاج إيران برئاسة سعيد أوحدي وقالت إن "المملكة العربية السعودية قيادة وحكومة وشعباً ترحب وتسعد بجميع الحجاج والمعتمرين والزوار والقادمين من جميع دول العالم بما فيها جمهورية إيران لأداء نسكهم بكل يسهر وسهولة". كما أكد وزير الخارجية السعودي عادل الجبير في وقت سابق، أن الحجاج الإيرانيين لا يزالون محل ترحيب لزيارة الأماكن المقدسة في المملكة، سواء للحج أم العمرة. وكانت الرياض قطعت علاقاتها الدبلوماسية مع إيران في الثالث من جانفي، بعد يوم واحد من قيام محتجين إيرانيين باقتحام وإضرام النار في مقر السفارة السعودية في طهران وقنصليتها في مشهد للتعبير عن غضبهم من إعدام السعودية رجل الدين السعودي الشيعي نمر النمر.