لا يزال مطلب الحد من مجازر الطرقات بالجنوب، والتي تتسبب فيها الإبل قائمة، وتستمر الحوادث لتصبح الجمال، أهم أسباب الحوادث، على مستوى عدد من المحاور، المتواجدة خاصة في مناطق معروفة بتجوال الإبل، بأغلب بلديات وأقاليم الجنوب. عرف الطريق الوطني رقم 1، والطريق الوطني رقم 3، وباقي الطرقات بكل من ورقلة، الوادي، إيليزي، تمنراست، وأدرار، تسجيل أعداد كبيرة من الحوادث، الناجمة عن اصطدام المركبات مع الجمال التي تقطع الطرقات، أو في أحيان أخرى، تختار تلك الجمال التوقف على مستوى الطريق، ما يزيد من حدة وخطورة الحوادث، التي حصدت ولا تزال تحصد أرواح المسافرين، خاصة وأن الكثير من تلك الحوادث، تمس وسائل النقل الجماعي، وحافلات نقل المسافرين، أو مركبات الوزن الثقيل، بينما لا تخلو تلك الحوادث من ضحايا، بينها عائلات بأكملها قضت بسبب انعدام حل لمشكل تواجد الجمال، أو قطعها للطرق، المعروفة بكون أغلبها، طرقات طويلة، تستعمل فيها غالبا السرعة، دون مراعاة مثل هذه المفاجآت غير السارة التي تحصد الأرواح، حيث كان آخر حصاد لحوادث اصطدام الجمال بالمركبات، 7 ضحايا قضوا جراء اصطدام حافلة بجمل في النقطة الكيلومترية 120، إلى الشمال من مدينة عين صالح بولاية تمنراست، وهو الحادث الذي أدى فضلا عن ذلك إلى جرح 40 شخصا، في اصطدام جماعي للمركبات، في موقف رهيب، يدعو إلى وضع حد لمثل هذه المسببات، والتي من بينها إيجاد تقنية تقي السائقين من الاصطدام بهذا الحيوان، المتواجد في أغلب طرقات الجنوب، من خلال تنفيذ تجارب تسمح بملاحظة الجمال من مسافات كافية لتفادي الاصطدام بها.
الشريط العاكس للضوء حلّ ناجع للمشكلة كشف مدير سابق للفلاحة، بإحدى ولايات الجنوب الكبير، أن وضع شريط لامع وعاكس للضوء على عدد من أعضاء الجمال، يقي أو قد يقلل من الحوادث التي تتسبب فيها الجمال، خاصة بالنسبة لتلك الحوادث، التي تسجل في الفترات الليلية. وقال ذات الإطار، أنه تقدم بهذا المقترح للمسؤولين المعنيين في سنوات سابقة، غير أن العملية لم تلق التشجيع أو التنفيذ لاحقا، داعيا إلى ضرورة الأخذ بهذا المقترح، حيث الشريط العاكس للضوء على بعض أطراف الحيوان، على غرار الرقبة والأطراف، كونها تبيّن حركة ضوء، من مسافة كافية للسائق حتى يأخذ احتياطاته، حيال هذا الأمر الطارئ، ويرى ذات الإطار أن الفكرة، أصبح معمول بها في عدد من دول الخليج، وأثبتت نجاعتها، في التقليل من حوادث المرور، التي يتسبب فيها هذا الحيوان الذي يعرف بكونه متجولا، ولا مناص من أن يبقى متجولا، غير أن حركته في محاور الطرقات، وبعض المنعرجات والمناطق الرعوية بالجنوب، يبقى سببا يترصد أصحاب المركبات، مهددا حياتهم، دون الحديث عن الخسائر المادية، وخسائر المربين أصحاب تلك الإبل أنفسهم.