اختتمت نهاية الأسبوع المنصرم بدار الثقافة مفدي زكرياء، وسط مدينة ورڤلة، فعاليات الملتقى الدولي الثاني حول شخصية الشاعر والأديب محمد الأخضر السائحي الجزائري، ابن عاصمة الواحات، بحضور شخصيات فكرية وطنية وعربية، ووجوه ثقافية معروفة، فضلا عن السلطات المحلية وجموع من محبي الرجل. * وأعدت مديرية الثقافة بالتنسيق مع عائلة الفقيد برنامجا ثريا، حيث تناول محطات مضيئة في حياة الشاعر ونضاله الفكري والأدبي، بعد أن امتد صيته إلى خارج الحدود. اللقاء، الذي تم تنظيمه تحت رعاية وزارة الثقافة، تطرق إلى الجانب الروحي في شخصية الشاعر، وإلى البعد القومي فيها، وقضايا أخرى يكشف عنها لأول مرة. ولد السائحي شهر أكتوبر عام 1918 بقرية "العلية" ببلدية العالية، الواقعة على بعد 90 كلم عن عاصمة الولاية ورڤلة، حفظ القرآن الكريم في التاسعة من عمره بمسقط رأسه، ثم انتسب إلى معهد الحياة بالڤرارة في ولاية غرداية الذي كان يرأسه الشيخ بيوض، رحمه الله. ورغم الضائقة المالية وحالة أسرته الفقيرة التحق السائحي بجامع الزيتونة بتونس سنة 1935، حيث كان ينشط في الميدان الأدبي والمسرحي. وإلى جانب العمل الفكري، شارك في النشاط السياسي الاحتجاجي ضد الاستعمار الفرنسي في المغرب العربي، ونشر عدة أعمدة في الصحف كلفته غاليا، باعتباره أحد رموز الحركة الوطنية، في تونس تلك الفترة. عاد السائحي إلى الجزائر متخفيا سنة 1939، حسبما ذكرته بعض الروايات، وزج به في المعتقل بمجرد نزوله من القطار، وظل يتحرك بعد مغادرته السجن، حيث تمكن من بعث النهضة الثقافية بمناطق الجنوب الجزائري، وأسس عدة مدارس في وادي ريغ، منها تماسين وتڤرت، كمدرسة النجاح ومدرسة الفلاح وكذا جمعية الأمل للفن والتمثيل، كما شكل فرقة مسرحية وساهم في إيفاد عدد من الطلبة إلى تونس ومصر لطلب العلم، ثم انتقل إلى العاصمة ليعمل ضمن جمعية العلماء المسلمين وبالإذاعة العربية كمنتج متعاقد. اعتقل السائحي أثناء الثورة التحريرية، وظل ينشط بعد الاستقلال في الحقل الإعلامي والأدبي إلى أن انتقل إلى الرفيق الأعلى مساء الإثنين سنة 2005.